الباحث القرآني

ولَمّا كانَ الدَّمُ أكْثَرَ الأخْلاطِ وأشَدَّها هَيَجانًا، فَإنَّ مَرَضَهُ لا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ مِن أمْراضِ بَقِيَّةِ الأخْلاطِ، وكانَ مَعَ ذَلِكَ سَرِيعُ البُرْءِ إنْ أُصِيبَ عِلاجُهُ وعُولِجَ بِأمْرٍ قاهِرٍ أقْوى مِنهُ، وكانَ العِلْمُ قَرِينَ الغِنى في الأغْلَبِ، وكانَ زَلَّةَ العالِمِ تَفُوقُ زَلَّةَ غَيْرِهِ، قالَ مُعَرِّفًا بَعْدَ التَّعْرِيفِ بِالإلَهِيّاتِ بِأمْرِ النَّفْسِ مُبَيِّنًا لِقَسَمِ الإنْسانِ المَرْدُودِ أسْفَلَ سافِلِينَ مُقَرَّرًا لِحالِهِ، ورادِعًا لَهُ عَنْ ضَلالِهِ: ﴿كَلا﴾ أيِ ارْتَدَعَ أيُّها العالَمُ عَنِ الطُّغْيانِ إنَّ نِلْتَ الغِنى حَقًّا ﴿إنَّ الإنْسانَ﴾ أيْ هَذا النَّوْعُ الَّذِي هو نَوْعُكَ ومِن شَأْنِهِ الأُنْسُ بِنَفْسِهِ والنَّظَرُ في عَطْفِهِ ﴿لَيَطْغى﴾ أيْ مِن شَأْنِهِ - إلّا مَن عَصَمَهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ - أنْ يَزِيدَ عَلى الحَدِّ الَّذِي لا يَنْبَغِي لَهُ مُجاوَزَتَهُ كَما يَزِيدُ الخَلْطَ الدَّمَوِيَّ، وأكَّدَهُ لِما لِأكْثَرِ الخَلْقِ مِنَ التَّكْذِيبِ بِهِ فَإنَّهُ لا طاغِيَ يُقِرُّ بِأنَّهُ طَغى
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب