الباحث القرآني

﴿وإلى رَبِّكَ﴾ أيِ المُحْسِنِ إلَيْكَ بِما ذَكَرَ في هاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ خاصَّةً ﴿فارْغَبْ﴾ أيْ بِالسُّؤالِ لِأنَّهُ القادِرُ وحْدَهُ كَما قَدَرَ عَلى تَرْبِيَتِكَ فِيما مَضى وحْدَهُ، لِأنَّهُ المُخْتَصُّ بِالعَظَمَةِ، فَلا قُدْرَةَ أصْلًا إلّا لِمَن يُعْطِيهِ ما يُرِيدُهُ مِنها، والرَّغْبُ شِعارُ العَبْدِ دائِمًا في كُلِّ حالٍ أيِ افْعَلْ ذَلِكَ ﴿ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ [الشرح: ١] فَقَدِ اتَّصَلَ هَذا الآخَرُ بِالأوَّلِ اتِّصالَ المَعْلُولِ بِالعِلَّةِ، ولاءَمَ ما بَعْدَها بِذَلِكَ أيْضًا بِعَيْنِهِ (p-١٢٩)مُلاءَمَةَ الشَّمْسِ بِالأهِلَّةِ، وآخِرُ هَذِهِ السُّورَةِ مُشِيرٌ إلى الِاجْتِهادِ في العِبادَةِ عِنْدَ الفَراغِ مِن جِهادِ الكُفّارِ في جَزِيرَةِ العَرَبِ بَعْدَ انْقِضاءِ ما يُوازِي عَدَدَ آيِ هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ السِّنِينَ بَعْدَ الهِجْرَةِ، وهي ثَمانٍ، رَغْبَةً في الأُخْرى الَّتِي هي [خَيْرٌ] مِنَ الأوْلى، إشارَةً إلى قُرْبِ الأجَلِ بِما أشارَتْ إلَيْهِ سُورَةُ النَّصْرِ - كَما سَيَأْتِي إنْ شاءَ اللَّهُ تَعالى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب