الباحث القرآني

ولَمّا ذَكَرَ الآيَتَيْنِ، ذَكَرَ ما هُما آيَتاهُ، وبَدا بِهِما لِأنَّهُ لا صَلاحَ لَهُ إلّا بِهِما كَما أنَّهُ لا صَلاحَ لِلْبَدَنِ إلّا بِالنَّفْسِ والعَقْلِ فَقالَ: ﴿والنَّهارِ﴾ أيْ بِالَّذِي] هو مَحَلُّ الِانْتِشارِ فِيما جَرَتْ [بِهِ] الأقْدارُ ﴿إذا جَلاها﴾ أيْ جَلّى الشَّمْسَ بِحِلْيَةٍ عَظِيمَةٍ بَعْضُها أعْظَمُ مِن بَعْضٍ بِاعْتِبارِ الطُّولِ والقِصَرِ والصَّحْوِ والغَيْمِ والضَّبابِ والصَّفاءِ والكَدَرِ كَما أنَّ الأبْدانَ تارَةً تُزَكِّي القُلُوبَ والنُّفُوسَ والعُقُولَ وتارَةً تُدَنِّسُها، لِأنَّ العَقْلَ يَكُونُ في غايَةِ الصَّفاءِ والدُّعاءِ إلى الخَيْرِ في حالِ الصِّغَرِ ثُمَّ لا يَزالُ يَزِيدُ ويَنْقُصُ بِحَسَبِ زَكاءِ البَدَنِ في حُسْنِ الجِبِلَّةِ، أوْ نَجاسَتِهِ بِسُوءِ الجِبِلَّةِ، حَتّى يَصِيرَ الشَّخْصُ نُورًا مَحْضًا مَلِكًا ناطِقًا إذا طابَقَ البَدَنُ العَقْلَ فَتَعاوَنا عَلى الخَيْرِ، أوْ يَصِيرَ ظَلامًا بَحْتًا شَيْطانًا رَجِيمًا إذْ خالَفَ البَدَنُ العَقْلَ بِسُوءِ الجِبِلَّةِ وشَرارَةِ الطَّبْعِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب