الباحث القرآني

﴿ولا﴾ أيْ والحالُ (p-٨٤)أنَّهُ لا ﴿يَخافُ﴾ في وقْتٍ مِنَ الأوْقاتِ أيْ رَبَّهُمْ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما ويُؤَيِّدُهُ قِراءَةُ أهْلِ المَدِينَةِ والشّامِ بِالفاءِ المُسَبِّبَةِ عَنِ الدَّمْدَمَةِ [والتَّسْوِيَةِ] وكَذَلِكَ هي في مَصاحِفِهِمْ ﴿عُقْباها﴾ أيْ عاقِبَةَ هَذِهِ الدَّمْدَمَةِ وتَبِعَتِها فَإنَّهُ المَلِكُ الأعْلى الَّذِي كَلُّ شَيْءٍ في قَبْضَتِهِ لا كَما يَخافُ كُلُّ مُعاقِبٍ مِنَ المُلُوكِ فَيَبْقى [بَعْضٌ] الإبْقاءَ فَعَلِمَ أنَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى يُعْلِي أوْلِياءَهُ لِأنَّهم عَلى الحَقِّ، ويُسْفِلُ أعْداءَهُ لِأنَّهم عَلى الباطِلِ، فَلا يَضِلُّ بَعْدَ ذَلِكَ إلّا هالِكٌ، بَصِيرَتُهُ أشُدُّ ظَلامًا مِنَ اللَّيْلِ الحالِكِ، وقَدْ رَجَعَ آخِرُها عَلى أوَّلِها بِالقَسَمِ وجَوابِهِ المَحْذُوفِ الَّذِي هو طَبْعُ النُّفُوسِ عَلى طَبائِعَ مُخْتَلِفَةٍ والتَّقَدُّمُ إلَيْهِمْ بِالإنْذارِ مِنَ الهَلاكِ، ونَفْسُ القَسَمِ أيْضًا فَإنَّ مَن لَهُ هَذِهِ الأفْعالَ الهائِلَةَ الَّتِي سَوّى بَيْنَ خَلْقِهِ [فِيها] وهَذا التَّدْبِيرُ المُحْكَمُ هو بِحَيْثُ لا يُعْجِزُهُ أمْرٌ ولا يَخْشى عاقِبَةً - واللَّهُ المُوَفِّق لِلصَّوابِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب