الباحث القرآني

﴿فَقالَ لَهُمْ﴾ أيْ بِسَبَبِ الِانْبِعاثِ أوِ التَّكْذِيبِ الَّذِي دَلَّ عَلى قَصْدِهِمْ لَها بِالأذى، وأظْهَرَ ولَمْ يُضْمِرْ وعَيَّنَ الإظْهارَ بِالجَلالَةِ [إشارَةً] إلى عَظِيمِ آيَتِهِمْ وبَدِيعِ بِدايَتِهِمْ ونِهايَتِهِمْ فَقالَ: ﴿رَسُولُ اللَّهِ﴾ أيِ المَلِكِ الَّذِي لَهُ الأمْرُ كُلُّهُ، فَتَعْظِيمُهُ مِن تَعْظِيمِ مُرْسِلِهِ وهو صالِحٌ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وكَذا النّاقَةُ، وعَبَّرَ بِالرَّسُولِ لِأنَّ وظِيفَتَهُ الإبْلاغُ والتَّحْذِيرُ الَّذِي ذُكِرَ هُنا، ولِذا قالَ مُشِيرًا بِحَذْفِ العامِلِ إلى ضِيقِ الحالِ عَنْ ذِكْرِهِ لِعَظِيمِ الهَوْلِ وسُرْعَةِ التَّعْذِيبِ عِنْدَ مَسِّها بِالأذى، وزادَ في التَّعْظِيمِ (p-٨٢)بِإعادَةِ الجَلالَةِ: ﴿ناقَةَ اللَّهِ﴾ أيِ المَلِكِ الأعْظَمِ الَّذِي لَهُ الجَبَرُوتُ كُلُّهُ فَلا يُقِرُّ مَنِ انْتَهَكَ حُرْمَتَهُ واجْتَرَأ عَلى ما أضافَهُ إلَيْهِ، ولِهَذا أعادَ الإظْهارَ دُونَ الإضْمارِ، والعامِلُ: دَعَوْا أوِ احْذَرُوا - أوْ نَحْوُ ذَلِكَ أيِ احْذَرُوا أذاها بِكُلِّ اعْتِبارٍ ﴿وسُقْياها﴾ أيِ الماءُ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ تَعالى لَها لِسُقْيَها وهو بِئْرُها، فَلا تَذُودُوها عَنْ بِئْرِها في [اليَوْمِ] الَّذِي تَكُونُ فِيهِ نَوْبَتِها في الشُّرْبِ ولا تَمَسُّوها بِسُوءٍ، وكَأنَّهُ ﷺ فَهم عَنْهم بَعْدَ مُدَّةٍ أنَّهم يُرِيدُونَ عَقَرَها فَكَرَّرَ عَلَيْهِمُ التَّحْذِيرَ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب