الباحث القرآني

ولَمّا بَيَّنَ أنَّهُ لا خَلاصَ مِنَ النَّكَدِ إلّا بِهَذا الِاقْتِحامِ، شَرَعَ في تَفْسِيرِ العَقَبَةِ بادِئًا بِتَهْوِيلِ أمْرِها لِعَظِيمِ قَدْرِها، فَقالَ مُعَبِّرًا بِالماضِي الَّذِي جَرَتْ عادَةُ القُرْآنِ بِأنَّهُ إذا عَبَّرَ بِهِ شَرْحَ المُسْتَفْهِمِ عَنْهُ: ﴿وما أدْراكَ﴾ أيْ أيُّها السّامِعُ لِكَلامِنا، الرّاغِبُ فِيما عِنْدَنا ﴿ما العَقَبَةُ﴾ أيْ إنَّكَ لَمْ تَعْرِفْ كُنْهَ صُعُوبَتِها وعَظْمَةَ ثَوابِها، فَلَمّا تَفَرَّغَ القَلْبُ بِالِاسْتِفْهامِ عَمّا لا يَعْرِفُهُ، وكانَ الإنْسانُ أشْهى ما إلَيْهِ تَعْرِفُ ما أشْكَلَ عَلَيْهِ، فَتَشَوَّفَتِ النُّفُوسُ إلى عِلْمِها، قالَ مُشِيرًا إلى الأُولى الَّتِي هي العِفَّةُ الَّتِي ثَمَرَتُها السَّخاءُ (p-٦٢)وإصْلاحُ قُوَّةِ الشَّهْوَةِ مُعَبِّرًا بِالفَكِّ الَّذِي هو أدْنى ما يَكُونُ مِنَ العِتْقِ لِأنَّهُ الإعانَةُ فِيهِ ولَوْ بِما قَلَّ كَما ورَدَ في حَدِيث البَراء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أعْتَقَ النَّسَمَة وفَكّ الرَّقَبَةِ» وعِتْقها أنْ تَفَرُّد بِهِ، وفَكّها أنْ تَعَيَّنَ في ثَمَنِها، وفَسَّرَ المُراد بِهَذِهِ العَقَبَةِ بِما دَلَّ عَلى مُعادِلٍ لا كَما يَأْتِي تَعْيِينُ تَقْدِيرِهِ فَإنَّها لا تُسْتَعْمَلُ إلّا مُكَرَّرَةً قالَ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب