الباحث القرآني

﴿وأمّا﴾ هو ﴿إذا﴾ وأكَّدَ عَلى نَمَطِ الأوَّلِ فَقالَ: ﴿ما ابْتَلاهُ﴾ أيْ رَبُّهُ لِيُظْهِرَ صَبْرَهُ أوْ جَزَعَهُ. ولَمّا كانَ قَوْلُهُ في الأوَّلِ ”فَأكْرَمَهُ ونَعَّمَهُ“ كِنايَةً عَنْ ”فَوَسَّعَ عَلَيْهِ“ قابَلَهُ هُنا بِقَوْلِهِ: ﴿فَقَدَرَ﴾ أيْ ضِيقُ تَضْيِيقِ مَن يَعْمَلُ الأمْرَ بِحِسابٍ وتَقْدِيرٍ ﴿عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ فَهو كِنايَةٌ عَنِ الضِّيقِ كَما أنَّ العَطاءَ بِغَيْرِ حِسابٍ كِنايَةٌ عَنِ السِّعَةِ، فَجَعَلَهُ بِمِقْدارِ ضَرُورَتِهِ الَّذِي لا يَعِيشُ [عادَةً] بِدُونِهِ، ولَمْ يَجْعَلْهُ فِيهِ فَضْلًا عَنْ ذَلِكَ ولَمْ يَقُلْ ”فَأهانَهُ“ مَوْضِعَ ”قَدْرٍ عَلَيْهِ“ تَعْلِيمًا لِلْأدَبِ مَعَهُ سُبْحانَهُ وتَعالى [و] صَوْنًا لِأهْلِ اللَّهِ عَنْ هَذِهِ العِبارَةِ لِأنَّ أكْثَرَهم مُضَيَّقٌ عَلَيْهِ في دُنْياهُ، ولِأنَّ تَرْكَ الإكْرامِ لا يَنْحَصِرُ في كَوْنِهِ إهانَةً ﴿فَيَقُولُ﴾ أيِ الإنْسانُ (p-٣٤)[بِسَبَبِ الضِّيقِ]: ﴿رَبِّي﴾ أيِ المُرَبِّي لِي ﴿أهانَنِ﴾ فَيَهْتَمُّ لِذَلِكَ ويَضِيقُ بِهِ ذَرْعًا، ويَكُونُ ذَلِكَ أكْبَرَ هَمِّهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب