الباحث القرآني

(p-٢١)سُورَةُ الفَجْرِ مَقْصُودُها الِاسْتِدْلالُ عَلى آخِرِ الغاشِيَةِ الإيابُ والحِسابُ، وأدَلُّ ما فِيها عَلى هَذا المَقْصُودِ الفَجْرُ بِانْفِجارِ الصُّبْحِ عَنِ النَّهارِ الماضِي بِالأمْسِ مِن غَيْرِ فَرْقٍ في شَيْءٍ مِنَ الذّاتِ وانْبِعاثِ النِّيامِ مِنَ المَوْتِ الأصْغَرِ وهو النَّوْمُ بِالِانْتِشارِ يَفِي ضِياءَ النَّهارِ لِطَلَبِ المُعايِشِ لِلْمُجازاةِ في الحِسابِ بِالثَّوابِ والعِقابِ ”بِسْمِ اللَّهِ“ جامِعُ العِبادِ بَعْدَ تَمْزِيقِهِمْ بِما لَهُ مِنَ العَظَمَةِ ”الرَّحْمَن“ الَّذِي عَمَّهم بَعْدَ العُمُومِ بِالإيجادِ بِالبَيانِ المُهَيِّئِ مَن شاءَ لِلْإيمانِ ”الرَّحِيم“ الَّذِي خَصَّ أوْلِياءَهُ بِالرِّضْوانِ المُبِيحِ الجِنانِ. * * * لَمّا خَتَمَتْ تِلْكَ بِأنَّهُ لا بُدَّ مِنَ الإيابِ والحِسابِ، وكانَ تَغْيِيرُ اللَّيْلِ والنَّهارِ وتَجْدِيدُ كُلٍّ مِنهُما بَعْدَ إعْدامِهِ دالًّا عَلى القُدْرَةِ عَلى البَعْثِ، وكانَ الحَجُّ قَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ في شَرْعِهِ لَهُ عَلى وجْهِ التَّجَرُّدِ عَنِ المَخِيطِ ولُزُومِ التَّلْبِيَةِ والسَّيْرِ إلى الأماكِنِ المَخْصُوصَةِ آيَةٌ مُذَكِّرَةٌ بِذَلِكَ قالَ: ﴿والفَجْرِ﴾ أيِ الكامِلُ في هَذا الوَصْفِ لِما لَهُ مِنَ العَظَمَةِ حَتّى كَأنَّهُ لا فَجْرَ غَيْرُهُ، وهو فَجْرُ يَوْمِ النَّحْرِ الَّذِي هو أوَّلُ الأيّامِ الآخِذَةِ في الإيابِ إلى (p-٢٢)بَيْتِ اللَّهِ الحَرامِ بِدُخُولِ حَرَمِهِ والتَّحَلُّلِ مِن مَحارِمِهِ وأكْلِ ضِيافَتِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب