الباحث القرآني

ولَمّا كانَ هَذا البَطْشُ لا يَتَأتّى إلّا لِكامِلِ القُدْرَةِ، دَلَّ عَلى كَمالِ قُدْرَتِهِ واخْتِصاصِهِ بِذَلِكَ بِقَوْلِهِ مُؤَكِّدًا لِما لَهم مِنَ الإنْكارِ: ﴿إنَّهُ﴾ وزادَ التَّأْكِيدَ بِمُبْتَدَأٍ آخَرَ لِيَدُلَّ عَلى الِاخْتِصاصِ فَقالَ: ﴿هُوَ﴾ أيْ وحْدَهُ ﴿يُبْدِئُ﴾ أيْ يُوجَدُ ابْتِداءً أيُّ خَلْقٍ أرادَ عَلى أيِّ هَيْئَةٍ أرادَ ﴿ويُعِيدُ﴾ أيْ ذَلِكَ المَخْلُوقُ بَعْدَ إفْنائِهِ في أيِّ وقْتٍ أرادَهُ، وغَيْرُهُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ مِن ذَلِكَ، ولَيْسَ هَذا الضَّمِيرُ بِفَصْلٍ لِأنَّهُ لا يَكُونُ إلّا والخَبَرُ لا يَكُونُ إلّا مَعْرِفَةً، أوْ شَبِيهٌ بِها في أنَّهُ لا يَلْحَقُهُ ”ألْ“ المَعْرِفَةُ مِثْلُ خَيْرٍ مِنكَ، وأجازَ المازِنِيُّ وُقُوعُهُ قَبْلَ المُضارِعِ لِمُشابَهَتِهِ الِاسْمَ وامْتِناعَ دُخُولِ ”ألْ“ عَلَيْهِ (p-٣٦٢)فَأشْبَهَ المَعْرِفَةَ، [و - ] قالَ: ولا يَكُونُ قَبْلَ الماضِي لِأنَّ الماضِي لا يُشْبِهُ الِاسْمَ، قالَ الرَّضِيُّ: وما قالَهُ دَعْوى بِلا حُجَّةٍ [و - ] مِثْلُ ”ومَكْرُ أُولَئِكَ هو يَبُورُ“ لَيْسَ بِنَصٍّ في كَوْنِهِ فَصْلًا لِجَوازِ كَوْنِهِ مُبْتَدَأً بِما بَعْدَهُ خَبَرُهُ، ونَقَضَ قَوْلَهُ في الماضِي بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وأنَّهُ هو أضْحَكَ وأبْكى﴾ [النجم: ٤٣] الآيَةُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب