الباحث القرآني

ولَمّا ذَكَرَ سُبْحانَهُ وتَعالى أنَّهم أدْمَنُوا عَلى هَذِهِ الرَّذائِلِ حَتّى صارَتْ لَهم خُلُقًا مَرَنُوا عَلَيْهِ وأنِسُوا بِهِ وسَكَنُوا إلَيْهِ، وكانَ ذَلِكَ لا يَكُونُ إلّا مِمَّنْ أمِنَ العِقابَ وأنْكَرَ الحِسابَ، أنْتَجَ ذَلِكَ الإنْكارَ عَلَيْهِمْ عَلى أبْلَغِ الوُجُوهِ لِإفْهامِهِ أنَّ حالَهم أهْلٌ لِأنْ يَتَعَجَّبَ مِنهُ ويَسْتَفْهِمَ عَنْهُ وأنَّ المُسْتَفْهِمَ عَنْ حُصُولِهِ عِنْدَهُمُ الظَّنُّ، وأمّا اليَقِينُ فَلا يَتَخَيَّلُ فِيهِمْ لِبُعْدِ أحْوالِهِمُ الجافِيَةِ وأفْهامِهِ الجامِدَةِ عَنْهُ فَقالَ تَعالى: ﴿ألا يَظُنُّ أُولَئِكَ﴾ أيِ الأخِسّاءُ البُعَداءُ الأرْجاسُ الأراذِلُ يَتَجَدَّدُ لَهم وقْتًا مِنَ الأوْقاتِ ظَنَّ أنْ لَمْ يَتَيَقَّنُوا بِما مَضى مِنَ البَراهِينِ الَّتِي أفادَتْ أعْلى رُتَبِ اليَقِينِ، (p-٣١٦)فَإنَّهم لَوْ ظَنُّوا ذَلِكَ ظَنًّا نَهاهم إنَّ كانَ لَهم نَظَرٌ لِأنْفُسِهِمْ عَنْ أمْثالِ هَذِهِ القَبائِحِ، ومَن لَمْ تُفِدِهِ تِلْكَ الدَّلائِلُ القاطِعَةُ ظَنًّا يَحْتاطُ بِهِ لِنَفْسِهِ فَلا حِسَّ لَهُ أصْلًا ﴿أنَّهُمْ﴾ وعَبَّرَ باسِمِ المَفْعُولِ فَقالَ: ﴿مَبْعُوثُونَ﴾ إشارَةً إلى القَهْرِ عَلى أهْوَنِ وجْهٍ بِالبَعْثِ الَّذِي قَدْ ألِفُوا مِثْلَهُ مِنَ القَهْرِ بِاليَقَظَةِ بَعْدَ القَهْرِ بِالنَّوْمِ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب