الباحث القرآني

ولَمّا وصَفَهم بِالإيمانِ الحامِلِ عَلى الطّاعَةِ والتَّوَكُّلِ الجامِعِ لَهُمُ الدّافِعِ لِلْمانِعِ مِنها، مُنْتَقِلًا مِن عَمَلِ الباطِنِ إلى عَمَلِ الظّاهِرِ مُبَيِّنًا أنَّ هِمَّتَهم إنَّما هي العِبادَةُ والمَكارِمُ: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ﴾ أيْ: لا يَفْتُرُونَ عَنْ تَجْدِيدِ ذَلِكَ؛ ولَمّا كانَتْ صِلَةً بَيْنَ الخَلْقِ والخالِقِ، أتْبَعَها الوَصْلَةَ بَيْنَ (p-٢٢١)الخَلائِقِ فَقالَ: ﴿ومِمّا رَزَقْناهُمْ﴾ أيْ: عَلى عَظَمَتِنا وهو لَنا دُونَهم ﴿يُنْفِقُونَ﴾ ولَوْ كانُوا مُقِلِّينَ اعْتِمادًا عَلى ما عِنْدَنا فالإنْفاقُ وإهانَةُ الدُّنْيا هِمَّتُهُمْ، لا الحِرْصُ عَلَيْها، فَحِينَئِذٍ يَكُونُونَ كالَّذِينِ عِنْدَ رَبِّكَ في التَّحَلِّي بِالعِبادَةِ والتَّخَلِّي مِنَ الدُّنْيا إعْراضًا وزَهادَةً، وهو تَذْكِيرٌ بِوَصْفِ المُتَّقِينَ المَذْكُورِ أوَّلَ الكِتابِ بِقَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ ويُقِيمُونَ الصَّلاةَ ومِمّا رَزَقْناهم يُنْفِقُونَ﴾ [البقرة: ٣]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب