الباحث القرآني

﴿فَقالَ﴾ أيْ عَقِبِ ما جَرَّهُ إلَيْهِ طَبْعُهُ الخَبِيثُ مِن إيقاعِ الكِبَرِ عَلى هَذا الوَجْهِ لِكَوْنِهِ رَآهُ نافِعًا لَهم في الدُّنْيا ولَمْ يُفَكِّرْ في عاقِبَةِ ذَلِكَ مِن جِهَةِ اللَّهِ، وأنَّهُ سُبْحانَهُ لا يَهْدِي كَيْدَ الخائِنِينَ ولا يَنْجَحُ مُرادُ الكاذِبِينَ، ونَحْوُ هَذا مِمّا جَرَّبُوهُ في دُنْياهم فَكَيْفَ رَقّى نَظَرَهُ إلى أمْرِ الآخِرَةِ، وأكَّدَ الكَلامَ لِما يَعْلَمُ مِن إنْكارِ مَن يَسْمَعُهُ فَقالَ: ﴿إنْ﴾ أيْ ما ﴿هَذا﴾ أيِ [الَّذِي -] أتى بِهِ مُحَمَّدٌ ﷺ ﴿إلا سِحْرٌ﴾ أيْ أُمُورٌ تَخْيِيلِيَّةٌ لا حَقائِقَ لَها، وهي لِدِقَّتِها بِحَيْثُ تَخْفى أسْبابُها. ولَمّا كانَ مِنَ المَعْلُومِ لَهم أنَّ مُحَمَّدًا ﷺ ما سُحِرَ قَطُّ ولا تَعْلَمُ سِحْرًا، فَكانَ مَنِ ادَّعى ذَلِكَ عُلِمَ كَذِبُهُ بِأدْنى نَظَرٍ بَعْدَ (p-٥٦)الأمْرِ بِقَدْرِ اسْتِطاعَتِهِ فَقالَ: ﴿يُؤْثَرُ﴾ أيْ مِن شَأْنِهِ أنْ يَنْقُلَهُ السّامِعُ لَهُ مِن غَيْرِهِ، فَهو لِقُوَّةِ سِحْرِيَّتِهِ وإفْراطِها في بابِها يُفَرِّقُ بِمُجَرَّدِ الرِّوايَةِ بَيْنَ المَرْءِ وزَوْجِهِ وبَيْنَ المَرْءِ وأبِيهِ وابْنِهِ إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ العَجائِبِ الَّتِي تَنْشَأُ عَنْهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب