الباحث القرآني
(p-٣٩)سُورَةُ المُدَّثِرِ
مَقْصُودُها الجِدُّ والِاجْتِهادُ في الإنْذارِ بِدارِ البَوارِ لِأهْلِ الِاسْتِكْبارِ، وإثْباتِ البَعْثِ في أنْفُسِ المُكَذِّبِينَ الفُجّارِ، والإشارَةُ بِالبِشارَةِ لِأهْلِ الِادِّكارِ، بِحِلْمِ العَزِيزِ الغَفّارِ، واسْمُها المُدَّثِرُ أدَلُّ ما فِيها عَلى ذَلِكَ، وذَلِكَ واضِحٌ لِمَن تَأمَّلَ النِّداءَ والمُنادى بِهِ والسَّبَبَ ( بِسْمِ اللَّهِ) المَلِكِ الأعْلى الواحِدِ القَهّارِ ( الرَّحْمَنِ) الَّذِي عَمَّ بِنِعْمَتَيِ الإيجادِ والبَيانِ الأبْرارِ والفُجّارِ ( الرَّحِيمِ ) الَّذِي خَصَّ أهْلَ أصْفِيائِهِ بِالِاسْتِبْصارِ، والتَّوْفِيقِ إلى ما يُوصَلُ إلى دارِ القَرارِ.
* * *
لَمّا خُتِمَتِ ”المُزَّمِّلُ“ بِالبِشارَةِ لِأرْبابِ البِصارَةِ بَعْدَما بُدِئَتْ بِالِاجْتِهادِ في الخِدْمَةِ المَهَيَّئِ لِلْقِيامِ بِأعْباءِ الدَّعْوَةِ، افْتُتِحَتْ هَذِهِ [بِمَحَطِّ -] حِكْمَةِ الرِّسالَةِ وهي النِّذارَةُ لِأصْحابِ الخَسارَةِ، فَقالَ مُعَبِّرًا بِما فِيهِ بِشارَةٌ بِالسِّعَةِ في المالِ والرِّجالِ والصَّلاحِ وحُسْنِ الحالِ في الحالِ والمَآلِ، ومُعَرِّفًا بِأنَّ المُخاطَبَ في غايَةِ اليَقَظَةِ بِالقَلْبِ وإنْ (p-٤٠)سَتَرَ القالِبَ: ﴿يا أيُّها المُدَّثِّرُ﴾ المُشْتَمِلُ بِثَوْبِهِ، مَن تَدَثَّرَ بِالثَّوْبِ: اشْتَمَلَ بِهِ، والدِّثارُ - بِالكَسْرِ ما فَوْقَ الشِّعارِ مِنَ الثِّيابِ، والشِّعارُ ما لاصِقَ البَدَنِ «الأنْصارُ شِعارٌ والنّاسُ دِثارٌ» والدُّثُرُ: المارُّ الكَثِيرُ، ودَثَرَ الشَّجَرُ: أوْراقٌ، وتَدْثِيرُ الطّائِرِ: إصْلاحُهُ عُشَّهُ، والتَّعْبِيرُ بِالأداةِ الصّالِحَةِ لِلْقُرْبِ والبُعْدِ يُرادُ بِهِ غايَةَ القُرْبِ بِما عَلَيْهِ السِّياقُ وإنْ كانَ التَّعْبِيرُ بِالأداةِ فِيهِ نَوْعُ سِتْرٍ لِذَلِكَ مُناسِبَةً لِلتَّدَثُّرِ، واخْتِيرَ التَّعْبِيرُ بِها لِأنَّهُ لا يُقالُ بَعْدَها إلى ما جَلَّ وعَظُمَ مِنَ الأُمُورِ، وكانَ الدِّثارُ لَمْ يَعُمَّ بَدَنَهُ الشَّرِيفَ بِما دَلَّ عَلَيْهِ التَّعْبِيرُ بِالإدْغامِ دُونَ الإظْهارِ الدّالِّ عَلى المُبالَغَةِ لِأنَّ المُرادَ إنَّما كانَ سَتْرُ العَيْنِ لِيَجْتَمِعَ القَلْبُ، فَيَكْفِي في ذَلِكَ سِتْرُ الرَّأْسِ وما قارَبَهُ مِنَ البَدَنِ، والإدْغامُ شَدِيدُ المُناسَبَةِ لِلدِّثارِ.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق