الباحث القرآني

ولَمّا بَيَّنُوا فَضْلَهُ مِن جِهَةِ الإعْجازِ وغَيْرِهِ، بَيَّنُوا المَقْصُودَ بِالذّاتِ الدّالِّ عَلى غَوْصِهِمْ عَلى المَعانِي بَعْدَ عِلْمِهِمْ بِحُسْنِ المَبانِي فَقالُوا: ﴿يَهْدِي﴾ أيْ يُبَيِّنُ غايَةَ البَيانِ مَعَ الدُّعاءِ في لُطْفٍ وهُدًى ﴿إلى الرُّشْدِ﴾ أيِ الحَقِّ والصَّوابِ الَّذِي يَكادُ يَشْرُدُ لِثِقَلِهِ عَلى النُّفُوسِ الدّاعِيَةِ إلى الهَوى وخِفَّةِ، ضِدُّهُ الغَيُّ والسَّفَهُ المُلائِمُ لِنَقائِصِ النُّفُوسِ. ولَمّا وصَفُوهُ بِهَذِهِ الكَمالاتِ سَبَّبُوا عَنْ ذَلِكَ قَوْلَهم إعْمالًا لِلْقُوَّةِ العَمَلِيَّةِ في المُبادَرَةِ إلى الصَّوابِ مِن غَيْرِ تَخَلُّفٍ أصْلًا: ﴿فَآمَنّا﴾ أيْ كُلُّ مَنِ اسْتَمَعَ مِنّا لَمْ يَتَخَلَّفْ مِنّا أحَدٌ ولا تَوَقَّفَ بَعْدَ الِاسْتِماعِ ﴿بِهِ﴾ أيْ أوْقَعْنا الأمانَ لِمُبَلِّغِ القُرْآنَ أنَّ نُكَذِّبَهُ أوْ نُخالِفَهُ أدْنى مُخالَفَةٍ بِسَبَبِ هَذا القُرْآنِ. ولَمّا أخْبَرُوا عَنِ الماضِي، وكانَ الإيمانُ لا يُفِيدُ إلّا مَعَ الِاسْتِمْرارِ، (p-٤٦٧)قالُوا عاطِفِينَ عَلى ما تَقْدِيرُهُ: فَوَجَدْنا اللَّهَ في الحالِ لِأنَّ ذَلِكَ نَتِيجَةَ الإيمانِ بِالقُرْآنِ وخَلَعْنا الأنْدادَ: ﴿ولَنْ﴾ أيْ والحالُ أنا مَعَ إيقاعِ الإيمانِ في الحالِ لَنْ ﴿نُشْرِكَ﴾ بَعْدَ ذَلِكَ أصْلًا، أكَّدُوا لِأنَّهُ أمْرٌ لا يَكادُ يُصَدَّقُ ﴿بِرَبِّنا﴾ أيِ الَّذِي لا إحْسانَ قائِمٌ بِنا مِنَ الإيجادِ وما بَعْدَهُ إلّا مِنهُ ﴿أحَدًا﴾ أيْ مِنَ الخَلْقِ لِأنَّهُ لَمْ يُشْرِكْهُ في شَيْءٍ مِن أمْرِنا أحَدٌ، وقَدْ وضَّحَتِ الدَّلائِلُ عَلى التَّوْحِيدِ فِيما سَمِعْنا مِن هَذا القُرْآنِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب