الباحث القرآني

ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: لِأنَّهُ أوْحى إلَيَّ أنَّ الأمْرَ عَلى ما تَتَعارَفُونَهُ بَيْنَكم مِن أنَّ مَن خَدَمَ غَيْرَ سَيِّدِهِ عَذَّبَهُ أبَدًا، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ مُبَيِّنًا لِسِيرَةِ الأنْبِياءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ وما يَجِبُ لَهم مِنَ الكَمالِ الَّذِي يَكُونُ بِقُوَّتَيِ العِلْمِ والعَمَلِ، والتَّكْمِيلُ الَّذِي يَكُونُ بِهِما مَعَ قُوَّةِ البَيانِ، ومَن لَمْ يَكُنْ كامِلًا لَمْ يُتَصَوَّرْ مِنهُ تَكْمِيلٌ لِيَكُونَ لَهُ ولَدٌ قَلْبٌ كَما أنَّ مَن لَمْ [ يَكُنْ -] بِالِغًا لَمْ يَتَحَقَّقْ مِنهُ ولَدٌ صُلْبٌ، ومُبَيِّنًا لِما يَجُوزُ عَلَيْهِمْ وما يَسْتَحِيلُ مِنهم وما لِلَّهِ تَعالى مِنَ العِنايَةِ بِشَأْنِهِمْ: ﴿وأنَّ﴾ أيْ وأوْحى إلَيَّ أنَّ ﴿المَساجِدَ﴾ أيْ مَواضِعَ السُّجُودِ مِنَ العالَمِ الآفاقِي مِنَ الأرْضِ ومِنَ العالِمِ النَّفْسِيِّ مِنَ الجَسَدِ - كَما قالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ ﴿لِلَّهِ﴾ أيْ مُخْتَصَّةٌ بِالمَلِكِ الأعْظَمِ ﴿فَلا تَدْعُوا﴾ أيْ بِسَبَبِ ذَلِكَ أيُّها المَخْلُوقُونَ عَلى وجْهِ العادَةِ ﴿مَعَ اللَّهِ﴾ [ أيِ -] الَّذِي لَهُ جَمِيعُ العَظَمَةِ ﴿أحَدًا﴾ لِأنَّ مَن تَعَبَّدَ لِغَيْرِ سَيِّدِهِ في مِلْكِ سَيِّدِهِ الَّذِي [ هو -] العالَمُ الآفاقِيُّ وبِآلَةِ سَيِّدِهِ الَّذِي هو العالِمُ النَّفْسِيُّ كانَ أشَدَّ النّاسِ لَوْمًا وعُقُوبَةً فَكَيْفَ يَلِيقُ بِكم أنْ يَخْلُقَ لَكم وجْهًا (p-٤٩٠)ويَدِينَ ورَجُلَيْنِ وأرْضًا تَنْتَفِعُونَ بِها وسَماءٌ تَتِمُّ نَفْعُها فَتَسْجُدُونَ بِالأعْضاءِ الَّتِي أوْجَدَها لَكم في الأرْضِ الَّتِي أمْكَنَكم مِنَ الِانْتِفاعِ بِها تَحْتَ السَّماءِ الَّتِي أتَمَّ مَنافِعَها بِها لِغَيْرِهِ فَتَكُونُونَ قَدْ صَرَفْتُمْ نِعْمَةَ السَّيِّدِ الَّتِي يَجِبُ شُكْرُهُ عَلَيْها لِغَيْرِهِ أيَفْعَلُ هَذا عاقِلٌ؟ قالَ البَغَوِيُّ: فَإنْ جُعِلَتِ المَساجِدُ مَواضِعَ الصَّلاةِ فَواحِدُها بِكَسْرِ الجِيمِ، وإنْ جَعَلْتَها الأعْضاءَ فَواحِدُها بِفَتْحِ الجِيمِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب