الباحث القرآني

ولَمّا ذَكَرَ دُعاءَهُ في جَمِيعِ الأوْقاتِ مَعَ إعْراضِهِمْ، وكانَ هَذا مُؤْيِسًا ومُوجِبًا لِلْإقْلاعِ عَنِ الدُّعاءِ، وإنْ وُجِدَ الدُّعاءُ بَعْدَهُ في غايَةِ البُعْدِ مِنهُ عَلى إيجادِهِ مَعَ الِاسْتِغْراقِ بِهِ لِجَمِيعِ الحالاتِ كَما اسْتَغْرَقَ جَمِيعَ الأوْقاتِ، فَعَبَّرَ بِأداةِ التَّراخِي لِلدَّلالَةِ عَلى تَباعُدِ الأحْوالِ فَقالَ: ﴿ثُمَّ﴾ وأكَّدَ لِنَحْوِ ما مَضى مِن أنَّ تَجَرُّدَ إقْبالِهِمْ عَلى دُعائِهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ لا يَكادُ يُصَدَّقُ فَضْلًا عَنِ الإكْثارِ مِنهُ فَقالَ: ﴿إنِّي دَعَوْتُهُمْ﴾ [ أيْ -] إلى الإيمانِ ومُنابَذَةِ الشَّيْطانِ. ولَمّا كانَ الجَهْرُ أحَدَ نَوْعَيِ الدُّعاءِ، نَصَبَهُ [ بِهِ -] نَصْبَ المَصْدَرِ فَقالَ: ﴿جِهارًا﴾ أيْ مُكاشَفَةً في فَخامَةِ الصَّوْتِ والتَّعْمِيمِ لِجَماعَتِهِمْ جَلِيلِهِمْ وحَقِيرِهِمْ والإخْلاصِ في ذَلِكَ والمُداوَمَةِ [ لَهُ -] حَتّى كادَ بَصَرِي يَكِلُّ مِن شِدَّةِ التَّحْدِيثِ إلَيْهِمْ والإقْبالِ عَلَيْهِمْ مِن غَيْرِ احْتِجابٍ عَنْهم ولا ارْتِقابٍ مِنهم بَلْ مُباغَتَةً، وكَرَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ حَتّى أخْرَجْتُ [ ما عِنْدَهم -] مِنَ الجَوابِ، ولَمْ أكُفَّ عِنْدَ سَدِّ آذانِهِمْ واسْتِغْشائِهِمْ ثِيابَهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب