الباحث القرآني

ولَمّا وُصِفَ المُتَّقُونَ الَّذِينَ هُمُ العُلَماءُ مُلَوِّحًا إلى نُصْحِ ولِيِّهِمْ لَهُمْ، وعُرِفَ مِن حالِهِمْ أنَّهم أعْداءُ الشَّيْطانِ، وعُرِفَ أنَّ أضْدادَهم أوْلِياؤُهُ؛ أتْبَعَهُ وصْفَ الجاهِلِينَ وغِشَّ أوْلِيائِهِمْ لَهم والكُلُّ غَيْرُ مُتَقَيَّنٍ، فَقالَ: ﴿وإخْوانُهُمْ﴾ أيْ: وإخْوانُ الجاهِلِينَ مِن شَياطِينِ الإنْسِ والجِنِّ ﴿يَمُدُّونَهُمْ﴾ أيْ: يَمُدُّونَ الجاهِلِينَ، مِنَ المَدِّ وهو الإمْهالُ والإطالَةُ عَلى قِراءَةِ الجَماعَةِ، وهو بِمَعْنى قِراءَةِ أهْلِ المَدِينَةِ بِالضَّمِّ مَنِ الإمْدادِ، [وقالَ الواحِدِيُّ: إنَّ هَذا أكْثَرَ ما يَأْتِي فِيما يُحْمَدُ كَأمْدَدْناهم بِفاكِهَةٍ، فَهو مِنَ اسْتِعْمالِ الشَّيْءِ في ضِدِّهِ نَحْوَ: ﴿فَبَشِّرْهم بِعَذابٍ﴾ [الإنشقاق: ٢٤] وكَأنَّهُ يُشِيرُ إلى أنَّ الشَّيْطانَ أكْثَرُ ما يَأْتِي الإنْسانَ في صُورَةِ النّاصِحِ الشَّفِيقِ، والأوْجَهُ أنْ يَكُونَ الإخْوانَ الجاهِلِينَ لِأنَّهم في مُقابَلَةِ: ﴿الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ [الأعراف: ٢٠١] ويَكُونَ الضَّمِيرُ لِلشَّيْطانِ المُرادِ بِهِ الجِنْسُ، أيْ: وإخْوانُ الشَّياطِينِ - وهُمُ الجاهِلُونَ الَّذِينَ لا يَتَّقُونَ - يَمُدُّهم أوْلِياؤُهم مِنَ الشَّياطِينِ] ﴿فِي الغَيِّ﴾ وهو ضِدُّ (p-٢٠٧)الرَّشادِ، [وأشارَ] إلى مَزِيدِ اعْتِنائِهِمْ بِالإغْواءِ ومُثابَرَتِهِمْ عَلى الإضْلالِ والإغْراءِ بِأداةِ التَّراخِي فَقالَ: ﴿ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ﴾ أيْ: لا يَتْرُكُونَ إغْواءَهم ولَوْ لَحْظَةً لِجَهْلِهِمْ وشَرِّهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب