الباحث القرآني
ولَمّا كانَ ذَلِكَ مَحَلَّ عَجَبٍ مِمَّنْ يَمِيلُ عَنِ المَنهَجِ بَعْدَ إيضاحِهِ هَذا الإيضاحَ الشّافِيَ، قالَ جَوابًا لِمَن كَأنَّهُ قالَ: فَما لَهم لا يُؤْمِنُونَ؟ مُفَصِّلًا لِقَوْلِهِ: ﴿ولَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها﴾ [الأعراف: ١٧٦] ﴿مَن يَهْدِ اللَّهُ﴾ أيْ: يَخْلُقُ الهِدايَةَ في قَلْبِهِ المَلِكُ الأعْظَمُ الَّذِي لا أمْرَ لِأحَدٍ مَعَهُ ﴿فَهُوَ المُهْتَدِي﴾ أيْ: لا غَيْرُهُ.
ولَمّا كانَ في سِياقِ الِاسْتِدْلالِ عَلى أنَّ أكْثَرَ الخَلْقِ هالِكٌ بِالفِسْقِ ونَقْضِ العَهْدِ، وحَّدَ ﴿المُهْتَدِي﴾ نَظَرًا إلى لَفْظِ: ﴿مَن﴾ وجَمَعَ الضّالَّ نَظَرًا إلى مَعْناها فَقالَ: ﴿ومَن يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ﴾ أيِ: البُعَداءُ البُغَضاءُ خاصَّةً لا غَيْرُهم ﴿الخاسِرُونَ﴾ إذْ لا فِعْلَ لِغَيْرِهِ أصْلًا، والآيَةُ مِن فَذْلَكَةِ ما مَضى، وما أحْسَنَ خَتْمَها بِالخُسْرانِ في وعْظِ مَن تَرَكَ الآخِرَةَ بِإقْبالِهِ عَلى أرْباحِ الدُّنْيا وأعْراضِها الفانِيَةِ، ثُمَّ تَعْقِيبَها بِذَرْءِ جَهَنَّمَ الَّذِينَ لا أخْسَرَ مِنهم.
ذِكْرُ قِصَّةِ بِلْعامَ مِنَ التَّوْراةِ - قالَ في السِّفْرِ الرّابِعِ مِنها بَعْدَ أنْ ساقَ قِتالَهم لِسَيْحُونَ مَلِكِ الأمُورانِيِّينَ: وفَرِقَ المُؤابِيُّونَ مِنَ الشَّعْبِ (p-١٦٣)فَرَقًا شَدِيدًا؛ لِأنَّهم رَأوْهُ شَعْبًا عَظِيمًا، فاضْطَرَبَ المُؤابِيُّونَ ورَجَفَتْ قُلُوبُهم خَوْفًا مِن بَنِي إسْرائِيلَ، وقالَ مَلِكُ مُؤابَ لِأشْياخِ مَدْيَنَ: اعْلَمُوا أنَّ هَذا الجَمْعَ يَرْتَعِي حَرْثَنا، ولا يَدَعُ أحَدًا إلّا أهْلَكَهُ، ويَرْتَعِي كُلَّ مَن حَوْلِنا كَما يَرْتَعِي الثَّوْرُ عُشْبَ الأرْضِ، وكانَ مَلِكُ المُؤابِيِّينَ في ذَلِكَ الزَّمانِ بالاقِ بْنِ صَفُورَ، فَأرْسَلَ رُسُلًا إلى بِلْعامَ بْنِ بَعُورَ العَرّافِ المُعَبِّرِ لِلْأحْلامِ الَّذِي كانَ يَنْزِلُ عَلى شاطِئِ النَّهْرِ قَرِيبًا مِن أرْضِ بَنِي عَمُونَ لِيَدْعُوَهُ إلَيْهِ فَيَسْتَعِينُ بِهِ: أُخْبِرُكَ أنَّهُ قَدْ خَرَجَ شَعْبٌ مِن أرْضِ مِصْرَ، فَغَشّى وجْهَ الأرْضِ كُلَّها، وقَدْ نَزَلُوا جِبالَنا، فَأطْلُبُ إلَيْكَ أنْ تَأْتِيَ وتَلْعَنَ هَذا الشَّعْبَ لِأنَّهُ أقْوى وأعَزُّ مِنّا، لَعَلَّنا نَقْدِرُ أنْ نُحارِبَهُ ونُهْلِكَهُ عَنْ جَدِيدِ الأرْضِ، لِأنِّي عارِفٌ أنَّ الَّذِي تُبارِكُهُ هو مُبارَكٌ، والَّذِي تَلْعَنُهُ هو مَلْعُونٌ، وانْطَلَقَ أشْياخُ مُؤابَ وأشْياخُ مَدْيَنَ ومَعَهم هَدايا وجَوائِزُ، فَأتَوْا بِلْعامَ فَقالُوا لَهُ قَوْلَ بالاقَ، فَقالَ لَهُمْ: بَيِّتُوا هاهُنا لَيْلَتَكم هَذِهِ فَأخْبَرَكم بِما يَقُولُ الرَّبُّ، فَأقامَ أشْرافُ مُؤابَ عِنْدَ بِلْعامَ، فَأتى مَلَكُ اللَّهِ بِلْعامَ وقالَ لَهُ: مَنِ القَوْمُ الَّذِينَ أتَوْكَ؟ قالَ بِلْعامُ لِلْمَلاكِ: بالاقُ بْنُ صَفُورَ مَلِكُ مُؤابَ أرْسَلَ إلَيَّ وقالَ: قَدْ خَرَجَ شَعْبٌ مِن أرْضِ مِصْرَ فَمَلَأ وجْهَ الأرْضِ، فَأقْبِلْ إلَيْنا حَتّى تَلْعَنَهُ، لَعَلِّي أقْدِرُ أنْ أُجاهِدَهُ وأُهْلِكَهُ، وقالَ المَلاكُ لِبِلْعامَ: لا تَنْطَلِقْ مَعَ القَوْمِ ولا تَلْعَنِ الشَّعْبَ؛ لِأنَّهُ مُبارَكٌ، فَقالَ بِلْعامُ بُكْرَةً لِعُظَماءِ (p-١٦٤)بالاقَ: انْطَلِقُوا إلى صاحِبِكُمْ؛ لِأنَّ الرَّبَّ لَمْ يُحِبَّ أنْ يَدَعَنِي أنْطَلِقُ مَعَكُمْ، ونَهَضَ عُظَماءُ مُؤابَ فَأتَوْا بالاقَ وقالُوا لَهُ: لَمْ يَهْوَ بِلْعامُ إتْيانَكَ مَعَنا، فَعادَ بالاقُ أيْضًا فَأرْسَلَ رُسُلًا أعْظَمَ وأكْرَمَ مِنَ الأوَّلِينَ، [فَأتَوْا بِلْعامَ وقالُوا لَهُ: هَكَذا يَقُولُ بالاقُ بْنُ صَفُورَ: لا تَمْتَنِعْ أنْ تَأْتِيَنِي] لِأنِّي سَأُعَظِّمُكَ وأُكْرَمُكَ جِدًّا، وما قُلْتَ لِي مِن شَيْءٍ فَعَلْتُ، وأقْبِلْ إلَيْنا [لِتَلْعَنَ لِي] هَذا الشَّعْبَ، فَرَدَّ بِلْعامُ عَلى رُسُلِ بالاقَ قائِلًا: لَوْ أنَّ بالاقَ أعْطانِي مِلْءَ بَيْتِهِ ذَهَبًا وفِضَّةً لَمْ أقْدِرْ أنْ أتَعَدّى قَوْلَ رَبِّي وإلَهِي، ولا أحِيدَ عَنْ قَوْلٍ صَغِيرٍ ولا كَبِيرٍ مِن أقْوالِهِ، فَعَرِّجُوا أنْتُمْ أيْضًا عِنْدَنا لَيْلَتَكم هَذِهِ حَتّى أنْظُرَ ما يُخْبِرُنِي مَلاكُ اللَّهِ مِن أمْرِكُمْ، فَنَزَلَ وحْيُ اللَّهِ عَلى بِلْعامَ لَيْلًا، وقالَ لَهُ: إنْ كانَ هَؤُلاءِ القَوْمُ إنَّما أتَوْكَ لِيَدْعُوكَ فَقُمْ فانْطَلِقْ مَعَهُمْ، ولَكِنْ إيّاكَ أنْ تَعْمَلَ إلّا ما أقُولُ. فَنَهَضَ بِلْعامُ بُكْرَةً وأسْرَجَ أتانَهُ وانْطَلَقَ مَعَ عُظَماءِ مُؤابَ، فَقامَ مَلاكُ الرَّبِّ في الطَّرِيقِ لِيَكُونَ لَهُ لَدَدًا، فَرَأتِ الأتانُ مَلاكَ اللَّهِ قائِمًا في الطَّرِيقِ مُخْتَرِطًا سَيْفَهُ مُمْسِكَهُ في يَدِهِ، فَحادَتْ عَنِ الطَّرِيقِ وسارَتْ في الحَرْثِ، فَضَرَبَها بِلْعامُ لِيَرُدَّها إلى الطَّرِيقِ، فَقامَ مَلاكُ الرَّبِّ في طَرِيقٍ ضَيِّقٍ بَيْنَ كَرْمَيْنِ فَرَأتِ الأتانَةُ مَلَكَ الرَّبِّ فَزَحَمَتِ الحائِطَ وضَغَطَتْ رِجْلَ بِلْعامَ في (p-١٦٥)الحائِطِ، فَعادَ يَضْرِبُها أيْضًا، ثُمَّ عادَ مَلاكُ الرَّبِّ وقامَ في مَوْضِعٍ ضَيِّقٍ حَيْثُ لَيْسَ لَها مَوْضِعٌ تَحِيدُ [مِنهُ] يَمْنَةً ولا يُسْرَةً، فَبَصُرَتْ بِمَلاكِ الرَّبِّ ورَبَضَتْ تَحْتَ بِلْعامَ، فاشْتَدَّ غَضَبُ بِلْعامَ وضَرَبَ الأتانَ بِالعَصا، وفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأتانِ وقالَتْ لِبِلْعامَ: ما الَّذِي صَنَعْتُ بِكَ حَتّى ضَرَبْتَنِي ثَلاثَ مَرّاتٍ؟ قالَ بِلْعامُ: لِأنَّكِ زَرَيْتِ بِي، ولَوْ أنَّهُ كانَ في يَدِي سَيْفٌ كُنْتُ قَدْ قَتَلْتُكِ الآنَ، فَقالَتْ: ألَسْتُ أتانَتَكَ الَّتِي تَرْكَبُنِي مُنْذُ صِباكَ إلى اليَوْمِ؟ هَلْ صَنَعْتُ مِثْلَ هَذا الصُّنْعِ قَطُّ؟ قالَ لَها: لا. وجَلّى الرَّبُّ عَنْ بَصَرِ بِلْعامَ فَرَأى مَلَكَ اللَّهِ قائِمًا في الطَّرِيقِ مُخْتَرِطًا سَيْفَهُ مُمْسَكَهُ بِيَدِهِ، فَجَثا وخَرَّ عَلى وجْهِهِ ساجِدًا، فَقالَ لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ: ما بالُكَ ضَرَبْتَ أتانَكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ أنا الَّذِي خَرَجْتُ لِأكُونَ لَكَ لَدادًا، لِأنَّكَ أخَذْتَ في طَرِيقٍ خِلافًا لِأمْرِي، فَلَمّا رَأتْنِي الأتانُ حادَتْ عَنِّي ثَلاثَ مَرّاتٍ، ولَوْ أنَّها لَمْ تَحِدْ عَنِّي كُنْتُ قَتَلْتُكَ وأبْقَيْتُ عَلَيْها، قالَ بِلْعامُ لِمَلاكِ الرَّبِّ: أسَأْتُ وأجْرَمْتُ، لَمْ أعْلَمْ أنَّكَ قائِمٌ بِإزائِي في الطَّرِيقِ، فالآنَ إنْ كانَ انْطِلاقِي مِمّا تَكْرَهُهُ رَجَعْتُ، قالَ مَلاكُ الرَّبِّ لِبِلْعامَ: انْطَلِقْ مَعَ القَوْمِ وإيّاكَ أنْ تَفْعَلَ شَيْئًا إلّا ما أقُولُ لَكَ! فانْطَلَقَ بِلْعامُ، فَسَمِعَ بالاقُ فَخَرَجَ لِيَتَلَقّاهُ وقالَ بالاقُ: لَمْ تَأْتِنِي؟ قالَ: قَدْ أتَيْتُكَ الآنَ، لَعَلَّكَ تَظُنُّ أنِّي أقْدِرُ أنْ أقُولَ شَيْئًا إلّا القَوْلَ الَّذِي (p-١٦٦)يُجْرِيهِ اللَّهُ عَلى لِسانِي بِهِ أنْطِقُ، فَلَمّا كانَ الغَدُ عَمَدَ بالاقُ إلى بِلْعامَ وأصْعَدَهُ إلى بَيْتِ بَعْلٍ الصَّنَمِ، فَرَأى مِن هُناكَ أقاصِي مَنازِلِ شَعْبِ إسْرائِيلَ، وقالَ بِلْعامُ لِبالاقَ: ابْنِي لِي هاهُنا سَبْعَةَ مَذابِحَ، وهَيِّئْ لِي سَبْعَةَ ثِيرانٍ وسَبْعَةَ كِباشٍ، وفَعَلَ بالاقُ كَما قالَ لَهُ بِلْعامُ، ورَفَعَ بالاقُ الكِباشَ والثِّيرانَ عَلى المَذْبَحِ قُرْبانًا، وقالَ بِلْعامُ لِبالاقَ: قُمْ هاهُنا عِنْدَ قَرابِينِكَ حَتّى أنْطَلِقَ [أنا، لَعَلَّ الرَّبَّ يُوحِي إلَيَّ ما أهْواهُ، وأنا مُظْهِرٌ لَكَ ما يُوحِي بِهِ، فانْطَلَقَ] فَظَهَرَ اللَّهُ وألْهَمَهُ قَوْلًا وقالَ لَهُ: انْطَلِقْ إلى بالاقَ وقُلْ لَهُ هَذا القَوْلَ، فَأتاهُ وهو قائِمٌ عِنْدَ قَرابِينِهِ وجَمِيعُ قُوّادِ مُؤابَ مَعَهُ، ورَفَعَ بِلْعامُ صَوْتَهُ بِأمْثالِهِ وقالَ: ساقَنِي بالاقُ مَلِكُ المُؤابِيِّينَ مِن أرامَ الَّتِي في المَشْرِقِ، وقالَ لِي: أقْبِلْ حَتّى تَلْعَنَ يَعْقُوبَ وتُهْلِكَ آلَ إسْرائِيلَ، فَكَيْفَ ألْعَنُهُ ولَمْ يَلْعَنْهُ اللَّهُ، وكَيْفَ أُهْلِكُهُ والرَّبُّ لا يُرِيدُ هَلاكَهُ، رَأيْتُهُ مِن رُؤُوسِ الجِبالِ، ونَظَرْتُ إلَيْهِ مِن فَوْقِ الآكامِ وإذا هو شَعْبٌ وحْدَهُ لا يُعَدُّ مَعَ الشُّعُوبِ، ومَن يَقْدِرُ يُحْصِي جَمِيعَ عَدَدِ يَعْقُوبَ، أوْ مَن يَقْدِرُ يُحْصِي عَدَدَ رُبْعِ بَنِي إسْرائِيلَ، تَمُوتُ نَفْسِي مَوْتًا ويَكُونُ آخِرِي إلى آخِرِهِمْ، قالَ بالاقُ لِبِلْعامَ: دَعْوَتُكَ لِتَلْعَنَ أعْدائِي (p-١٦٧)فَإذا أنْتَ تُبارِكُهم وتَدْعُو لَهُمْ، فَرَدَّ بِلْعامُ قائِلًا: الَّذِي يُلْهِمُنِي الرَّبُّ ويَجْرِي عَلى لِسانِي إيّاهُ أحْفَظُ، وبِهِ أنْطِقُ. قالَ لَهُ بالاقُ: مُرَّ مَعِي إلى مَوْضِعٍ آخَرَ لِنَراهم مِن هُناكَ، وإنَّما أسُوقُكَ لِتَرى آخِرَهم ولا تَراهم أجْمَعِينَ، وانْطَلَقَ بِهِ إلى حَقْلِ الرَّبِيَّةِ وأقامَهُ عَلى رَأْسِ الأكَمَةِ، وابْتَنى هُناكَ سَبْعَ مَذابِحَ، وقَرَّبَ عَلَيْها الثِّيرانَ والكِباشَ، قالَ بِلْعامُ: قِفْ هاهُنا عِنْدَ قَرابِينِكَ حَتّى أنْطَلِقَ أنا الآنَ، فانْظُرْ ما الَّذِي يُقالُ؟ وتَجَلّى الرَّبُّ عَلى بِلْعامَ وأجْرى عَلى فِيهِ قَوْلًا وقالَ لَهُ: انْطَلِقْ إلى بالاقَ فَأخْبِرْهُ بِهَذا القَوْلِ، فَأتاهُ وهو قائِمٌ عِنْدَ قَرابِينِهِ ومَعَهُ أشْرافُ مُؤابَ، فَرَفَعَ بِلْعامُ صَوْتَهُ بِأمْثالِهِ وقالَ: انْهَضْ بالاقُ واسْمَعْ قَوْلِي وأصْغِ لِشَهادَتِي يا ابْنَ صَفُورَ! اعْلَمْ أنَّ اللَّهَ لَيْسَ مِثْلَ الرَّجُلِ يَحْلِفُ ويَكْذِبُ؛ إذا قالَ الرَّبُّ قَوْلًا فَعَلَهُ، وكَلامُهُ دائِمٌ إلى الأبَدِ، ساقَنِي لِأعُودَ وأبَرَّكَ، ولا أرُدُّ البَرَكَةَ ولا أُخالِفُ ما أُمِرْتُ بِهِ، لَسْتُ أرى في آلِ يَعْقُوبَ إثْمًا ولا غَدْرًا عِنْدَ بَنِي إسْرائِيلَ ولا ظُلْمًا؛ لِأنَّ اللَّهَ رَبَّهُ مَعَهُ اللَّهُ الَّذِي أخْرَجَهم مِن مِصْرَ بِعِزَّةٍ وعَظْمَةٍ قَوِيَّةٍ، ولَسْتُ أرى في آلِ يَعْقُوبَ طِيرَةً، ولا حِسابَ نُجُومٍ أوْ عَرّافٍ بَيْنَ بَنِي إسْرائِيلَ، كَيْفَ أقُولُ والشَّعْبُ قائِمٌ مِثْلَ الضِّرْغامِ لا يَرْبِضُ حَتّى يَفْتَرِسَ فَرِيسَتَهُ ويَشْرَبَ دَمَ القَتْلِ، فَقالَ بالاقُ لِبِلْعامَ: أطْلُبُ أنْ لا تَلْعَنَهُ ولا تَدْعُوَ لَهُ، فَرَدَّ بِلْعامُ عَلى بالاقَ قائِلًا: ألَسْتُ قُلْتُ لَكَ: إنِّي إنَّما أنْطِقُ بِما يَقُولُ لِي الرَّبُّ، فَقالَ (p-١٦٨)بالاقُ: انْطَلِقْ بِنا إلى مَوْضِعٍ آخَرَ، لَعَلَّ اللَّهَ يَرْضى بِغَيْرِ هَذا فَتَلْعَنُهُ لِي هُناكَ، فَأصْعَدَهُ إلى رَأْسِ فَغُورَ الَّذِي بِإزاءِ إسْتِيمُونَ، فَأمَرَهُ بِمِثْلِ ما تَقَدَّمَ مِنَ الذَّبْحِ والقُرْبانِ، فَرَأى بِلْعامُ أنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ أنْ يَدْعُوَ لِبَنِي إسْرائِيلَ، ولَمْ يَنْطَلِقْ كَما كانَ يَنْطَلِقُ في كُلِّ وقْتٍ لِيَطْلُبَ الوَحْيَ، ولَكِنْ أقْبَلَ بِوَجْهِهِ إلى البَرِّيَّةِ ومَدَّ بَصَرَهُ، فَرَأى بَنِي إسْرائِيلَ نُزُولًا قَبائِلَ قَبائِلَ فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ اللَّهِ، ورَفَعَ صَوْتَهُ بِأمْثالِهِ وقالَ: قُلْ يا بِلْعامُ بْنُ بَعُورَ، قُلْ أيُّها الرَّجُلُ الَّذِي أُجْلِيَ عَنْ بَصَرِهِ، قُلْ أيُّها الَّذِي سَمِعَ قَوْلَ اللَّهِ ورَأى رُؤْيا اللَّهِ وهو مُلْقًى وعَيْناهُ مَفْتُوحَتانِ، ما أحْسَنَ مَنزِلَكَ يا يَعْقُوبُ ومَنازِلَكَ يا إسْرائِيلُ! وخِيَمُكَ كالأدْوِيَةِ الجارِيَةِ، ومِثْلَ الفَرادِيسِ الَّتِي عَلى شاطِئِ النَّهْرِ، ومِثْلَ الجَنى الَّذِي رَكَزَهُ اللَّهُ، ومِثْلَ شَجَرِ الأرْزِ عَلى شاطِئِ النَّهْرِ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِن بَيْتِهِ وذُرِّيَّتُهُ أكْثَرُ مِنَ الماءِ الكَثِيرِ، ويَعْظُمُ عَلى المَلِكِ، وذَلِكَ بِقُوَّةِ اللَّهِ الَّذِي أخْرَجَهم مِن أرْضِ مِصْرَ بِغَيْرِ تَوَقُّفٍ رَثْما، يَأْكُلُ خَيْراتِ الشُّعُوبِ أعْدائِهِ ويَكْسِرُ عِظامَهم ويَقْطَعُ ظُهُورَهُمْ، رَتَعَ ورَبَضَ كالأسَدِ ومِثْلَ شِبْلِ اللَّيْثِ، ومَن يَقْدِرُ أنْ يَبْعَثَهُ، يُبارَكُ مُبارِكُوكَ ويُلْعَنُ لاعِنُوكَ، فاشْتَدَّ غَضَبُ بالاقَ عَلى بِلْعامَ وصَفَّقَ بِيَدَيْهِ مُتَلَهِّفًا وقالَ: دَعْوَتُكَ لِلَعْنِ أعْدائِي، فَماذا أنْتَ تُبارِكُهم وتَدْعُو لَهم ثَلاثَ مَرّاتٍ، انْصَرِفِ الآنَ إلى بِلادِكَ، قَدْ كُنْتُ (p-١٦٩)عَزَمْتُ عَلى إكْرامِكَ وإجازَتِكَ فَإذا الرَّبُّ قَدْ أحْرَمَكَ ذَلِكَ، فَرَدَّ بِلْعامُ عَلى بالاقَ قائِلًا: قَدْ كُنْتُ قُلْتُ لِرُسُلِكَ الَّذِينَ أرْسَلْتَهم إلَيَّ أنَّهُ لَوْ وهَبَ لِي بالاقَ مِلْءَ بَيْتِهِ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ لَمْ أقْدِرْ أتَعَدّى عَنْ قَوْلِ الرَّبِّ، ولَكِنْ إنَّما أنْطِقُ ما يُلْهِمُنِي الرَّبُّ، فَأنا أنْطَلِقُ الآنَ إلى أرْضِي، فاسْمَعْ ما أُشِيرُ عَلَيْكَ وأُخْبِرُكَ ما يَصْنَعُ هَذا الشَّعْبُ بِشَعْبِكَ آخِرَ الأيّامِ، ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِأمْثالِهِ وقالَ: قُلْ يا بِلْعامُ بْنُ بَعُورَ، قُلْ أيُّها الرَّجُلُ المُجَلّى عَنْ بَصَرِهِ! قُلْ أيُّها الَّذِي سَمِعَ قَوْلَ اللَّهِ وعَلِمَ عِلْمَ العَلِيِّ ورَأى رُؤْيا اللَّهِ إذْ هو مُلْقًى وعَيْناهُ مَفْتُوحَتانِ! فَإنِّي رَأيْتُهُ وإذا لَيْسَ ظُهُورُهُ الآنَ وإنْ كانَ مُتَدانِفًا، ونَظَرْتُ في أمْرِهِ وإذا لَيْسَ بِقَرِيبٍ، يُشْرِقُ نَجْمٌ مِن آلِ يَعْقُوبَ، ويَقُومُ رَئِيسٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، ويُهْلِكُ جَبابِرَةً مِن مُؤابَ ويُبِيدُ جَمِيعَ بَنِي شِيثَ، وتُثِيرُ أدُومُ مِيراثَهُ، وساعِيرُ وِراثَةُ أعْدائِهِ يَصِيرُ لَهُ، ويَسْتَفِيدُ بَنُو إسْرائِيلَ قُوَّةً بِقُوَّتِهِ - ونَحْوَ ذَلِكَ مِنَ الكَلامِ الَّذِي فِيهِ ما يَكُونُ سَبَبًا لِانْسِلاخِهِ مِنَ الآياتِ، لَكِنْ ذَكَرَ المُفَسِّرُونَ أنَّهُ أشارَ عَلَيْهِ بِاخْتِلاطِ نِساءِ بِلادِهِ بِبَنِي إسْرائِيلَ مُتَزَيِّناتٍ غَيْرَ مُمْتَنِعاتٍ مِمَّنْ أرادَهُنَّ مِنهم لِيَزْنُوا بِهِنَّ فَيَحِلُّ بِهِمُ الرِّجْزُ، فَوَقَعَ بِهِمْ ذَلِكَ، وهو الصَّوابُ لِأنَّهُ سَتَأْتِي الإشارَةُ إلَيْهِ في التَّوْراةِ عِنْدَ فَتْحِ مَدْيَنَ بِقَوْلِهِ: لِماذا أبْقَيْتُمْ عَلى الإثاثِ وهُنَّ كُنَّ عَثْرَةً لِبَنِي إسْرائِيلَ عَنْ قَوْلِ بِلْعامَ ومَشُورَتِهِ، (p-١٧٠)وسَيَأْتِي ذَلِكَ قَرِيبًا، وما فِيهِ مِن ذِكْرِ الوَحْيِ فَهو مَحْمُولٌ عَلى المَنامِ أوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِمّا يَلِيقُ؛ ثُمَّ قالَ: وقامَ بِلْعامُ ورَجَعَ مُنْصَرِفًا إلى بِلادِهِ وبالاقُ أيْضًا رَجَعَ إلى بَيْتِهِ، وسَكَنَ بَنُو إسْرائِيلَ شاطِيمَ، وبَدَأ الشَّعْبُ [أنْ يَسْفَحَ مَعَ بَناتِ مُؤابَ، ودَعَوْنَ الشَّعْبَ إلى ذَبائِحِ آلِهَتِهِمْ، وأكَلَ الشَّعْبُ] مِن ذَبائِحِهِمْ وسَجَدُوا لِآلِهَتِهِمْ، وكَمَّلَ بَنُو إسْرائِيلَ لِعِبادَةِ بَعْلِيُونَ الصَّنَمِ، فاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ، فَقالَ الرَّبُّ لِمُوسى: اعْمَدْ إلى جَمِيعِ بَنِي إسْرائِيلَ فافْضَحْهُمْ، فَقالَ مُوسى: يَقْتُلُ كُلُّ رَجُلٍ مِنكم كُلَّ مَن أخْطَأ وسَجَدَ لِبَعْلِيُونَ، وإذا رَجُلٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ قَدْ أتى بِجُرْأةٍ أمامَ إخْوَتِهِ مِن غَيْرِ أنْ يَسْتَحِيَ، فَدَخَلَ عَلى امْرَأةٍ مَدِينِيَّةٍ ومُوسى وبَنُو إسْرائِيلَ يَبْكُونَ في بابِ قُبَّةِ الآمِدِ، فَرَآهُ فِنْحاسُ بْنُ الِيعازِرَ بْنِ هارُونَ الحَبْرُ فَنَهَضَ مِنَ الجَماعَةِ غَضَبًا لِلَّهِ وأخَذَ بِيَدِهِ رُمْحًا ودَخَلَ إلى بَيْتِ الَّذِي كانا فِيهِ فَطَعَنَهُما بِالرُّمْحِ فَقَتَلَهُما، فَكُفَّ المَوْتُ الفاشِي عَنْ بَنِي إسْرائِيلَ، وكانَ عَدَدُ الَّذِينَ ماتُوا في المَوْتِ البَغْتَةِ أرْبَعَةً وعِشْرِينَ ألْفًا، وكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسى وقالَ لَهُ: فِنْحاسُ صَرَفَ غَضَبِي عَنْ بَيْنِ إسْرائِيلَ وغارَ غَيْرَةً لِلَّهِ بَيْنَهم وطَهَّرَ بَنِي إسْرائِيلَ، وكانَ اسْمُ القَتِيلِ الَّذِي قُتِلَ مَعَ المَدِينِيَّةِ زَمْرِي بْنَ سُلُو، وكانَ رَئِيسًا [فِي قَبِيلَةِ شَمْعُونَ، (p-١٧١)وكانَتِ المَرْأةُ المَدِينِيَّةُ كَزْبى بِنْتَ صُورَ، وكانَ أبُوها] مِن رُؤَساءِ أهْلِ مَدْيَنَ، وقالَ بَعْضُ المُفَسِّرِينَ: إنَّهُ خَرَجَ رافِعًا الحَرْبَةَ إلى السَّماءِ، قَدِ اعْتَمَدَ بِمِرْفَقِهِ عَلى خاصِرَتِهِ، وأسْنَدَ الحَرْبَةَ إلى لِحْيَتِهِ، فَمِن هُنالِكَ يُعْطِي بَنُو إسْرائِيلَ ولَدَ فِنْحاسَ مِن كُلِّ ذَبِيحَةٍ القُبَّةَ والذِّراعَ واللَّحْيَ والبِكْرَ مَن كُلِّ أمْوالِهِمْ وأنْفُسِهِمْ؛ لِأنَّهُ كانَ بِكْرًا لِعِيزارَ بْنِ هارُونَ.
ثُمَّ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسى وقالَ لَهُ: ضَيِّقْ عَلى أهْلِ مَدْيَنَ وأهْلِكْهم كَما ضَيَّقُوا عَلَيْكم ولَحَسُوكُمْ، ثُمَّ قالَ: ثُمَّ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسى وقالَ لَهُ: إنِّي لَمُنْتَقِمٌ مِنَ المَدِينِيِّينَ ما صَنَعُوا بَيْنَ بَنِي إسْرائِيلَ، ثُمَّ تَقْتَصُّ إلى شَعْبِكَ، ثُمَّ قالَ مُوسى لِلشَّعْبِ: يَتَسَلَّحُ مِنكم قَوْمٌ لِلْحَرْبِ لِيَنْتَقِمُوا لِلرَّبِّ مِنَ المَدِينِيِّينَ، ولِيَكُونُوا اثْنَيْ عَشَرَ ألْفًا، فانْتَخَبَ مُوسى مِن بَنِي إسْرائِيلَ ألْفًا مِن كُلِّ سِبْطٍ، اثْنَيْ عَشَرَ أبْطالًا مُتَسَلِّحِينَ وأرْسَلَهُمْ، وصَيَّرَ قائِدَهم فِنْحاسَ بْنَ الِيعازِرَ الحَبْرَ ومَعَهُ أوْعِيَةُ القُدْسِ وقُرُونٌ يَنْفُخُ بِها، وتَقَوَّوْا عَلى مَدْيَنَ كَما أمَرَ الرَّبُّ مُوسى وقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ فِيها وقَتَلُوا مُلُوكَ مَدْيَنَ مَعَ القَتْلى، وقَتَلَ بِلْعامَ بْنَ بَعُورَ مَعَهم في الحَرْبِ، وسَبى بَنُو إسْرائِيلَ نِساءَ مَدْيَنَ وانْتَهَبُوا مَواشِيَهم وسَلَبُوا جَمِيعَ دَوابِّهِمْ وأمْوالِهِمْ وأخْرَبُوا جَمِيعَ قُرى مَساكِنِهِمْ وأتَوْا بِما انْتَهَبُوهُ إلى مُوسى، وخَرَجَ (p-١٧٢)مُوسى وجَمِيعُ عُظَماءِ الجَماعَةِ فَتَلَقَّوْهم خارِجَ العَسْكَرِ، وغَضِبَ مُوسى عَلى رُؤَساءِ الأحْبارِ ورُؤَساءِ الأُلُوفِ والمِئِينَ الَّذِي أتَوْهُ مِنَ الحَرْبِ فَقالَ لَهُمْ: لِماذا أبْقَيْتُمْ عَلى الإناثِ وهُنَّ كُنَّ عَثْرَةً لِبَنِي إسْرائِيلَ عَنْ قَوْلِ بِلْعامَ ومَشُورَتِهِ، وفَتَنُوا وغَدَرُوا وتَمَرَّدُوا عَلى الرَّبِّ في أمْرِ فَغُورَ - وفي نُسْخَةِ السَّبْعِينَ: فَإنَّ هَؤُلاءِ كُنْ شَيْئًا لِبَنِي إسْرائِيلَ لِقَوْمِ بِلْعامَ أنْ يَتَباعَدُوا ويَتَهاوَنُوا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ مِن أجْلِ فَغُورَ - فَواقَعَتِ السَّخْطَةُ جَماعَةَ الرَّبِّ [وفِي النُّسْخَةِ الأُخْرى: وتَسَلَّطَ المَوْتُ عَلى جَماعَةِ الرَّبِّ] - بَغْتَةً، فاقْتُلُوا الآنَ جَمِيعَ الذُّكُورَةِ مِنَ الصِّبْيانِ، وكُلَّ امْرَأةٍ أدْرَكَتْ وعَقَلَتْ وعَرَفَتِ الرِّجالَ فاقْتُلُوها، وأبْقُوا عَلى جَمِيعِ النِّساءِ اللَّواتِي لَمْ يَعْرِفْنَ الرِّجالَ. وأمّا أنْتُمْ فانْزِلُوا خارِجًا عَنِ العَسْكَرِ سَبْعَةَ أيّامٍ - إلى آخِرِ ما مَضى قَرِيبًا في الآصارِ.
{"ayah":"مَن یَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِیۖ وَمَن یُضۡلِلۡ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











