الباحث القرآني

ولَمّا أخْبَرَ سُبْحانَهُ بِالتَّأذُّنِ، كانَ كَأنَّهُ قِيلَ: فَأسْرَعْنا في عِقابِهِمْ بِذُنُوبِهِمْ وبَعَثْنا عَلَيْهِمْ مَن سامَهم سُوءَ العَذابِ بِالقَتْلِ والسَّبْيِ، فَعَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ: ﴿وقَطَّعْناهُمْ﴾ أيْ: بِسَبَبِ ما حَصَلَ لَهم مِنَ السَّبْيِ المُتَرَتِّبِ عَلى العَذابِ بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ تَقْطِيعًا كَثِيرًا بِأنْ أكْثَرْنا تَفْرِيقَهم ﴿فِي الأرْضِ﴾ حالَ كَوْنِهِمْ ﴿أُمَمًا﴾ يَتْبَعُ بَعْضُهم بَعْضًا، فَصارَ في كُلِّ بَلْدَةٍ قَلِيلٌ مِنهم لَيْسَتْ لَهم شَوْكَةٌ ولا يَدْفَعُونَ عَنْ أنْفُسِهِمْ ظُلْمًا. ولَمّا كانَ كَأنَّهُ قِيلَ: فَهَلْ أطْبَقُوا [بَعْدَ] هَذا العَذابِ عَلى الخَيْرِ؟ قِيلَ: لا، بَلْ فَرَّقَتْهُمُ الأدْيانُ نَحْوَ فُرْقَةِ الأبْدانِ ﴿مِنهُمُ الصّالِحُونَ﴾ أيِ: الَّذِينَ ثَبَتُوا عَلى دِينِهِمْ إلى أنْ جاءَ النّاسِخُ لَهُ فَتَبِعُوهُ امْتِثالًا لِدَعْوَةِ كِتابِهِمْ ﴿ومِنهم دُونَ ذَلِكَ﴾ أيْ: بِالفِسْقِ تارَةً وبِالكُفْرِ أُخْرى ﴿وبَلَوْناهُمْ﴾ أيْ: عامَلْناهم مُعامَلَةَ المُبْتَلى لِيَظْهَرَ لِلنّاسِ ما نَحْنُ بِهِ مِنهم عالِمُونَ ﴿بِالحَسَناتِ﴾ أيِ: النِّعَمِ ﴿والسَّيِّئاتِ﴾ أيِ: النِّقَمِ ﴿لَعَلَّهم يَرْجِعُونَ﴾ أيْ: لِيَكُونَ حالُهم حالَ مَن يُرْجى رُجُوعُهُ عَنْ غَيِّهِ رَغْبَةً أوْ رَهْبَةً.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب