الباحث القرآني

ولَمّا تَبَيَّنَ لَهُ ما هو اللّائِقُ بِمَنصِبِ أخِيهِ الشَّرِيفِ مِن أنَّهُ لَمْ يُقَصِّرْ في دُعائِهِمْ إلى اللَّهِ ولا ونى في نَهْيِهِمْ عَنِ الضَّلالِ، ورَأى أنَّ ما ظَهَرَ مِنَ الغَضَبِ مُرْهِبٌ لِقَوْمِهِ وازِعٌ لَهم عَمّا ارْتَكَبُوا، دُعاءٌ لَهُ ولِنَفْسِهِ مَعَ الِاعْتِرافِ بِالعَجْزِ وأنَّهُ لا يَسَعُ أحَدًا إلّا العَفْوُ، وساقَ سُبْحانَهُ ذَلِكَ مَساقَ الجَوابِ لِسُؤالٍ بِقَوْلِهِ: ﴿قالَ رَبِّ﴾ أيْ: أيُّها المُحْسِنُ إلَيَّ ﴿اغْفِرْ لِي﴾ أيْ: ما حَمَلَنِي عَلَيْهِ الغَضَبُ لَكَ مِن إيقاعِي بِأخِي ﴿ولأخِي﴾ أيْ: في كَوْنِهِ لَمّا يَبْلُغْ ما كُنْتُ أُرِيدُهُ مِنهُ مِن جِهادِهِمْ. ولَمّا دَعا بِمَحْوِ التَّقْصِيرِ، أتْبَعَهُ الإكْرامَ فَقالَ: ﴿وأدْخِلْنا﴾ أيْ: (p-٩١)أنا وأخِي وكُلُّ مَنِ انْتَظَمَ مَعَنا ﴿فِي رَحْمَتِكَ﴾ لِتَكُونَ غامِرَةً لَنا مُحِيطَةً بِنا؛ ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: فَأنْتَ خَيْرُ الغافِرِينَ، عَطَفَ عَلَيْهِ ﴿وأنْتَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ﴾ أيْ: لِأنَّكَ تُنْعِمُ بِما لا يَحْصُرُهُ الجَدُّ ولا يُحْصِيهِ العَدُّ مِن غَيْرِ نَفْعٍ يَصِلُ إلَيْكَ ولا أذًى يَلْحَقُكَ بِفِعْلِ ذَلِكَ ولا تَرْكِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب