الباحث القرآني

ولَمّا كانَ هَذا في سِياقِ ﴿ذَلِكَ بِأنَّهم كَذَّبُوا بِآياتِنا وكانُوا عَنْها غافِلِينَ﴾ [الأعراف: ١٤٦] فَأنْتَجَ أنَّ مَن كَذَبَ عَلى هَذِهِ الصِّفَةِ أُهْلِكَ، فانْتَظَرَ السّامِعُ الإخْبارَ بِتَعْجِيلِ هَلاكِهِمْ، أخْبَرَ بِأنَّهُ مَنَعَهم مِن ذَلِكَ وحَرَمَهُمُ المُبادَرَةَ بِالتَّوْبَةِ، ولَمّا اشْتَدَّ مِن تَشَوُّفِ السّامِعِ إلَيْهِ، قَدَّمَهُ عَلى سَبَبِهِ وهو رُجُوعُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ إلَيْهِمْ وإنْكارُهُ عَلَيْهِمْ، ولِأنَّ السِّياقَ في ذِكْرِ إسْراعِهِمْ في الفِسْقِ لَمْ يَذْكُرْ قَبُولَ تَوْبَتِهِمْ كَما في البَقَرَةِ؛ ولَمّا كانَ مِنَ المَعْلُومِ أنَّهم تَبَيَّنَ لَهم عَنْ قُرْبِ سُوءِ مُرْتَكَبِهِمْ لِكَوْنِ نَبِيِّهِمْ فِيهِمْ، عَبَّرَ بِما أفْهَمَ أنَّ التَّقْدِيرَ: فَسُقِطَ في أيْدِيهِمْ، وعَطَفَ عَلَيْهِ [قَوْلَهُ] سائِقًا مَساقَ ما هو مَعْرُوفٌ: ﴿ولَمّا سُقِطَ﴾ أيْ: سَقَطَتْ أسْنانُهم ﴿فِي أيْدِيهِمْ﴾ بَعْضُها نَدَمًا سُقُوطًا كَأنَّهُ بِغَيْرِ اخْتِيارٍ لِما غَلَبَ فِيهِ مِنَ الوَجْدِ والأسَفِ الَّذِي أزالَ تَأمُّلَهم ولِذَلِكَ بَناهُ لِلْمَفْعُولِ ﴿ورَأوْا أنَّهم قَدْ ضَلُّوا﴾ أيْ: عَنِ الطَّرِيقِ الواضِحِ ﴿قالُوا﴾ تَوْبَةً ورُجُوعًا إلى اللَّهِ كَما قالَ أبُوهم آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ: ﴿لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا﴾ أيِ: الَّذِي لَمْ يَقْطَعْ قَطُّ إحْسانَهُ عَنّا فَكَيْفَ غَضَبُهُ ويُدِيمُ إحْسانَهُ ﴿ويَغْفِرْ لَنا﴾ أيْ: يَمْحُو ذُنُوبَنا عَيْنًا وأثَرًا لِئَلّا يَنْتَقِمَ مِنّا في المُسْتَقْبَلِ ﴿لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ﴾ أيْ: فَيَنْتَقِمُ مِنّا بِذُنُوبِنا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب