الباحث القرآني

ولَمّا كانَ [هَذا] اسْتِدْلالًا عَلى أنَّ مِثْلَ هَذِهِ الأصْنامِ الَّتِي مَرُّوا عَلَيْها لا تَصْلُحُ لِأنْ تُعْبَدَ، كانَ ذَلِكَ غَيْرَ كافٍ لَهم [لِما] تَقَرَّرَ مِن جَهْلِهِمْ، فَرُبَّما ظَنُّوا أنَّ غَيْرَها مِمّا سِوى اللَّهِ تَجُوزُ عِبادَتُهُ، فَكَأنَّهُ قِيلَ: هَذا لا يَكْفِي جَوابًا لِمِثْلِ هَؤُلاءِ فَهَلْ قالَ لَهم غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَقِيلَ: نَعَمْ! ﴿قالَ﴾ مُنْكِرًا مُعَجِّبًا (p-٧٢)﴿أغَيْرَ اللَّهِ﴾ أيِ: الَّذِي لَهُ جَمِيعُ العَظَمَةِ، فَهو المُسْتَحِقُّ لِلْعِبادَةِ ﴿أبْغِيكُمْ﴾ أيْ: أطْلُبُ لَكم ﴿إلَهًا﴾ فَأنْكَرَ أنْ يُتَألَّهَ غَيْرُهُ، وحَصَرَ الأمْرَ فِيهِ ثُمَّ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وهُوَ﴾ أيْ: والحالُ أنَّهُ هو وحْدَهُ ﴿فَضَّلَكُمْ﴾ دُونَ غَيْرِكم مِمَّنْ هو في زَمانِكم أوْ قَبْلَهُ ﴿عَلى العالَمِينَ﴾ أيْ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لِوُجُوبِ اخْتِصاصِهِمْ لَهُ بِالعِبادَةِ سَبَبٌ سِوى اخْتِصاصِهِ لَهم بِالتَّفْصِيلِ عَلى سائِرِ عِبادِهِ الَّذِينَ بَلَغَهم عِلْمُهم مِمَّنْ هو أقْوى مِنهم حالًا وأكْثَرُ عَدَدًا وأمْوالًا لَكانَ كافِيًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب