الباحث القرآني

(p-٧١)ولَمّا اسْتُفِيدَ مِن كَلامِهِ لَهم غايَةُ الإنْكارِ عَلَيْهِمْ، عَلَّلَ هَذا الإنْكارَ بِقَوْلِهِ: ﴿إنَّ هَؤُلاءِ﴾ أيِ: القَوْمَ ﴿مُتَبَّرٌ ما هم فِيهِ﴾ أيْ: مُكَسَّرٌ مُفَتَّتٌ مُهْلَكٌ عَلى وجْهِ المُبالَغَةِ، وإذا فَسَدَ الظَّرْفُ فَسَدَ المَظْرُوفُ، وإلَيْهِ الإشارَةُ بِجَعْلِ ”هَؤُلاءِ“ اسْمًا لِأنَّ، وإيلائِهِ خَبَرَ الجُمْلَةِ الواقِعَةِ خَبَرًا مُقَدَّمًا عَلى مُبْتَدَئِهِ. ولَمّا كانَ الشَّيْءُ قَدْ يُهْلَكُ في الدُّنْيا [أوْ في الآخِرَةِ] وهو حَقٌّ، أعْلَمَهم بِأنَّ هَذا الهَلاكَ إنَّما هو [الهَلاكُ] عِنْدَ اللَّهِ أعْلَمَ مِن كَوْنِهِ في الدُّنْيا أوْ في الآخِرَةِ لِبُطْلانِ ما هم فِيهِ، فَقالَ مُعَبِّرًا بِالِاسْمِيَّةِ إشارَةً إلى أنَّهُ الآنَ كَذَلِكَ، وإنْ رُئِيَ بِخِلافِهِ: ﴿وباطِلٌ﴾ أيْ: مُضْمَحِلٌّ زائِلٌ ﴿ما كانُوا﴾ أيْ: جِبِلَّةً وطَبْعًا ﴿يَعْمَلُونَ﴾ أيْ: مُواظِبِينَ عَلَيْهِ مِنَ الأصْنامِ والعُكُوفِ وجَمِيعِ أعْمالِهِمْ لِأجْلِهِ، لا وزْنَ لِشَيْءٍ مِنها أصْلًا ولا اعْتِبارَ، [و] فِيهِ إشارَةٌ إلى أنَّ العِبادَةَ لا تَنْبَغِي إلّا لِلْباقِي الَّذِي لا يَجُوزُ عَلَيْهِ التَّغَيُّرُ، فَإذا كانَ كَذَلِكَ كانَ العَمَلُ لَهُ أيْضًا ثابِتًا باقِيًا لا يَجُوزُ عَلَيْهِ البُطْلانُ، وفي تَعْقِيبِها لِتَدْمِيرِ آلِ فِرْعَوْنَ إشارَةٌ إلى مُوجِبِ ذَلِكَ، وأنَّ كُلَّ مَن كانَ عَلى مِثْلِ حالِهِمْ مِن عِبادَةِ غَيْرِ اللَّهِ كانَتْ عاقِبَتُهُ الدَّمارَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب