الباحث القرآني

ولَمّا كانَ هَذا الَّذِي قالُوهُ يَدُلُّ عَلى سُوءِ المِزاجِ وجَلافَةِ الطِّباعِ بِما لا يَقْبَلُ العِلاجَ، أتْبَعَهُ ما هو شَرُّ مِنهُ، وهو أنَّهم جَزَمُوا بِأنَّهُ كُلَّما أتاهم شَيْءٌ في المُسْتَقْبَلِ قابَلُوهُ بِالكُفْرِ فَقالَ: ﴿وقالُوا مَهْما﴾ هي مُرَكَّبَةٌ مِن ”ما“ مَرَّتَيْنِ: الأُولى الشَّرْطِيَّةُ والثّانِيَةُ تَأْكِيدٌ. قُلِبَتْ ألِفُ الأُولى هاءً اسْتِثْقالًا، قِيلَ: [مَهْ] هي الصَّوْتُ الَّذِي يَكُونُ لِلْكَفِّ وما الشَّرْطِيَّةُ، أيْ: كُفَّ عَنْكَ ما أنْتَ فِيهِ. ثُمَّ اسْتَأْنَفُوا ”ما“ ﴿تَأْتِنا بِهِ﴾ أيْ: في أيْ: وقْتٍ وعَلى أيِّ حالَةٍ كانَ؛ ثُمَّ بَيَّنُوا المَأْتِيَّ بِهِ بِقَوْلِهِمْ: ﴿مِن آيَةٍ﴾ أيْ: عَلامَةٍ عَلى صِدْقِكَ، وهَذا عَلى زَعْمِهِ، ولِذَلِكَ عَلَّلُوهُ بِقَوْلِهِمْ: ﴿لِتَسْحَرَنا﴾ أيْ: لِتُخَيِّلَ عَلى عُقُولِنا ﴿بِها﴾ وتَلْفِتَنا عَمّا نَحْنُ عَلَيْهِ إلى ما تُرِيدُ فَنَحْنُ نُسَمِّيها سِحْرًا وأنْتَ تُسَمِّيها آيَةً؛ ثُمَّ أجابُوا الشَّرْطَ بِقَوْلِهِمْ: ﴿فَما نَحْنُ﴾ أيْ: كُلُّنا ﴿لَكَ﴾ أيْ: خاصَّةً ﴿بِمُؤْمِنِينَ﴾ أيْ: مِن أنْ نُكَذِّبَكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب