الباحث القرآني

ولَمّا عُلِمَ أنَّ ما صَنَعُوهُ إنَّما هُوُ خَيالٌ، وما صَنَعَهُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ أثْبَتُ مِنَ الجِبالِ، سَبَّبَ مُعَقِّبًا قَوْلَهُ: ﴿فَوَقَعَ الحَقُّ﴾ أيِ: الَّذِي لا شَيْءَ أثْبَتُ مِنهُ، فالواقِعُ يُطابِقُهُ لِأنَّ باطِنَ الأمْرِ مُطابِقٌ لِما ظَهَرَ مِنهُ مِنَ ابْتِلاعِها (p-٢٩)لِأمْتِعَتِهِمْ فالإخْبارُ عَنْهُ صِدْقٌ، وفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلى أنَّ فِعْلَهم إنَّما هو خَيالٌ بِالنِّسْبَةِ إلى ظاهِرِ الأمْرِ، وأمّا في الباطِنِ والواقِعِ فَلا حَقِيقَةَ لَهُ، فالإخْبارُ عَنْ تَحَرُّكِ ما ألْقَوْهُ كَذِبٌ. ولَمّا أخْبَرَ عَنْ ثَباتِ الحَقِّ، أتْبَعُهُ زَوالَ الباطِلِ فَقالَ: ﴿وبَطَلَ﴾ بِحَيْثُ عُدِمَ أصْلًا ورَأْسًا ﴿ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فَدَلَّ بِ ”كانَ والمُضارِعِ“ عَلى أنَّهم - مَعَ بُطْلانِ ما عَمِلُوا - نَسُوا عِلْمَهم بِحَيْثُ إنَّهُ أسْنَدَ عَلَيْهِمْ بابَ العَمَلِ بَعْدَ أنْ كانَ لَهم بِهِ مَلَكَةٌ كَمَلَكَةِ ما هو كالجِبِلَّةِ، واللَّهُ أعْلَمُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب