الباحث القرآني

ولَمّا تَناهى الأمْرُ واشْتَدَّ التَّشَوُّفُ إلى ما صَنَعَ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ، قالَ مُعْلِمًا عَنْهُ عَطْفًا عَلى ﴿وجاءُوا﴾ [الأعراف: ١١٦] ﴿وأوْحَيْنا﴾ أيْ: مُظْهِرِينَ لِعَظَمَتِنا عَلى رُؤُوسِ الأشْهادِ بِما لا يَقْدِرُ أحَدٌ أنْ يُضاهِيَهُ ﴿إلى مُوسى أنْ ألْقِ عَصاكَ﴾ أيْ: فَألْقاها ﴿فَإذا هِيَ﴾ مِن حِينِ إلْقائِهِ لَها ﴿تَلْقَفُ﴾ أيْ: تَلْتَقِمُ التِقامًا حَقِيقِيًّا شَدِيدًا سَرِيعًا جِدًّا بِما دَلَّ عَلَيْهِ حَذْفُ التّاءِ، ودَلَّ عَلى كَثْرَةِ ما صَنَعُوا بِقَوْلِهِ: ﴿ما يَأْفِكُونَ﴾ أيْ: يُجَدِّدُونَ حِينَ إلْقائِهِمْ في تَزْوِيرِهِ وقَلْبِهِ عَنْ وجْهِهِ، فابْتَلَعَتْ ما كانَ مِلْءَ الوادِي مِنَ العِصِيِّ والحِبالِ، ثُمَّ أخَذَها مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ فَإذا هي كَما كانَتْ لَمْ يَزِدْ شَيْءٌ مِن مِقْدارِها عَلى ما كانَتْ عَلَيْهِ، وفي هَذا السِّياقِ المُعْلِمِ بِتَثَبُّتِ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ بَعْدَ عَظِيمِ ما رَأى مِن سِحْرِهِمْ إلى الإيحاءِ إلَيْهِ بَيانٌ لِأدَبِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ في ذَلِكَ المَقامِ الضَّنْكِ وسُكُونِهِ تَحْتَ المُقارَبَةِ مَعَ مُرْسِلِهِ سُبْحانَهُ إلى بُرُوزِ أوامِرِهِ الشَّرِيفَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب