الباحث القرآني

﴿إذا تُتْلى﴾ أيْ تَذَكَّرَ عَلى سَبِيلِ المُتابَعَةِ ﴿عَلَيْهِ﴾ ولَوْ كانَ ذَلِكَ عَلى سَبِيلِ الخُصُوصِ لَهُ ﴿آياتُنا﴾ أيِ العَلاماتِ الدّالَّةِ دَلالَةً في غايَةِ الظُّهُورِ عَلى المَلِكِ الأعْلى وعَلى ما لَهُ مِن صِفاتِ العَظَمَةِ ﴿قالَ﴾ أيْ فاجَأ هَذا القَوْلَ مِن غَيْرِ تَأمُّلٍ ولا تَوَقُّفٍ [ عِوَضًا - ] عَنِ الشُّكْرِ، فَ ”إنَّ“ مَعَ جارِهِ مُتَعَلِّقٌ بِما دَلَّ عَلَيْهِ الكَلامُ نَحْوُ كَذَبَ لِأجْلِ كَوْنِهِ مُتَمَكِّنًا، ولا يَتَعَلَّقُ بَقالَ لِأنَّهُ جَزاءُ الشَّرْطِ، ويَجُوزُ أنْ يَتَعَلَّقَ بِلا تُطِعْ أيْ لا تُوجَدُ طاعَتُهُ لِأجَلٍ إنْ كانَ كَذا، وقُرِئَ بِالكَسْرِ عَلى أنَّها شَرْطِيَّةٌ، فَيَكُونُ النَّهْيُ عَنْ طاعَتِهِ لِعِلَّةِ الغِنى مُفْهِمًا لِلنَّهْيِ عَنْ طاعَتِهِ عِنْدَ الوَصْفِ بِغَيْرِهِ مِن بابِ الأوْلى كالتَّعْلِيلِ بِإمْلاقٍ في الوَأْدِ: ﴿أساطِيرُ﴾ جَمْعُ سُطُورٍ جَمْعُ سَطْرٍ ﴿الأوَّلِينَ﴾ أيْ أشْياءَ سَطَرُوها ودَوَّنُوها، وفَرَغُوا مِنها فَحَمَلَهُ دَنِيءُ طَبْعِهِ عَلى تَكَبُّرِهِ بِالمالِ فَوَرَّطَهُ في التَّكْذِيبِ بِأعْظَمِ ما يُمْكِنُ سَماعُهُ فَجَعَلَ الكُفْرَ مَوْضِعَ الشُّكْرِ ولَمْ يَسْتَحِ مِن كَوْنِهِ يَعْرِفُ كَذِبَهُ كُلُّ مَن يَسْمَعُهُ، فَأعْرَضَ عَنِ الشُّكْرِ ووَضَعَ مَوْضِعِهِ الكُفْرَ، فَكانَ هَذا دَلِيلًا عَلى جَمِيعِ تِلْكَ الصِّفاتِ السّابِقَةِ مَعَ التَّعْلِيلِ بِالإسْنادِ إلى ما هو عِنْدَ العاقِلِ أوْهَمُ وأوْهى مِن بَيْتِ (p-٣٠٥)العَنْكَبُوتِ، والِاسْتِنادُ إلَيْهِ وحْدَهُ كافٍ في الِاتِّصافِ بِالرُّسُوخِ في الدَّناءَةِ، ولا يَعْمَلُ في ”أنْ قالَ“ بَلْ ما دَلَّ عَلَيْهِ لِأنَّ ما في حَيِّزِ الشَّرْطِ لا يَعْمَلُ فِيما قَبْلَهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب