الباحث القرآني

ولَمّا كانَ مَن كانَ هَكَذا يُرِيدُ إعْلاءَ نَفْسِهِ بِهَضْمِ النّاسِ /، وكانَ المَنعُ لِإرادَةِ الِاسْتِئْثارِ بِالمَمْنُوعِ لِيَكُونَ الغَيْرُ مُحْتاجًا إلَيْهِ وعاكِفًا عَلَيْهِ (p-٣٠١)لِأنَّ مِن طَبْعِهِ أنَّهُ لا يَرْتَبِطُ إلّا طَمَعًا لا شُكْرًا بِضِدِّ الجَوادِ، فَإنَّهُ يَرْفَعُ نَفْسَهُ عَنِ المَطامِعِ، ولا يَرْتَبِطُ إلّا شُكْرًا عَلى الصَّنائِعِ فَيَجُودُ ظَنًّا مِنهُ أنَّ النّاسَ كَذَلِكَ، قالَ: ﴿مَنّاعٍ﴾ أيْ كَثِيرِ المَنعِ شَدِيدِهِ ﴿لِلْخَيْرِ﴾ أيْ كُلِّ خَيْرٍ مِنَ المالِ والإيمانِ وغَيْرِهِما مِن نَفْسِهِ ومَن غَيْرِهِ مِنَ الدِّينِ والدُّنْيا - إلى غَيْرِ ذَلِكَ. ولَمّا كانَ مَن يَفْعَلُ هَذِهِ المَخازِي مِنَ النّاسِ ويَقْتَصِرُ في الهَمْزِ والنَّمِّ عَلى الواقِعِ، وفي المَنعِ عَلى ما لَهُ مَنعُهُ - لَئِيمًا، بَيَّنَ أنَّهُ لا يَقْنَعُ بِذَلِكَ، بَلْ زادَ عَلَيْهِ بِبَذْلِ الجُهْدِ فِيما يَصِيرُ بِهِ ألْأمُ فَقالَ: ﴿مُعْتَدٍ﴾ أيْ ثابِتِ التَّجاوُزِ لِلْحُدُودِ في كُلِّ ذَلِكَ ﴿أثِيمٍ﴾ أيْ مَبالِغٍ في ارْتِكابِ ما يُوجِبُ الإثْمَ فَيَتْرُكُ الطَّيِّباتِ ويَأْخُذُ الخَبائِثَ ويَرْغَبُ في المَعاصِي ويَتَطَلَّبُها، ويَدَعُ الطّاعاتِ ويَزْهَدُ فِيها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب