الباحث القرآني

ولَمّا كانَ ذَلِكَ مُهْلِكًا، رَحِمَ المُخاطَبِينَ بِتَعْظِيمِهِ لِيَنْجُوا [أنْفُسَهُمْ] بِالكَفِّ عَنْهُ فَقالَ: ﴿كَبُرَ﴾ فَقَصَدَ بِهِ التَّعْجِيبَ وهو تَعْظِيمُ الأمْرِ في قُلُوبِ السّامِعِينَ لِأنَّ التَّعَجُّبَ لا يَكُونُ إلّا في أمْرٍ خارِجٍ عَنْ نَظائِرِهِ وأشْكالِهِ، وفَسَّرَ ما قَصَدَ مِنهُ لِلدَّلالَةِ عَلى خُلُوصِهِ في المَقْتِ بِقَوْلِهِ: ﴿مَقْتًا﴾ أيْ عَظْمًا جِدًّا وما أعْظَمَهُ مِن بُغْضِ هو أشَدُّ البُغْضِ، وزادَ في تَبْشِيعِهِ زِيادَةً في التَّنْفِيرِ مِنهُ بِقَوْلِهِ: ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ أيِ المَلِكِ الأعْظَمِ الَّذِي يُحَقِّرُ عِنْدَهُ كُلَّ مُتَعاظِمٍ. ولَمّا أبْلَغَ في تَبْشِيعِهِ تَشَوَّفَتِ النَّفْسُ إلى المُسْنَدِ إلَيْهِ ذَلِكَ قالَ: ﴿أنْ تَقُولُوا﴾ أيْ عَظْمٌ مِن تِلْكَ الجِهَةِ (p-٧)أنْ يَقَعَ في وقْتٍ مِنَ الأوْقاتِ أوْ حالٍ مِنَ الأحْوالِ قَوْلُكم ﴿ما لا تَفْعَلُونَ﴾ وقالَ القُشَيْرِيُّ: [ويُقالُ]: لَمْ يَتَوَعَّدِ اللَّهَ عَلى زِلَّةٍ بِمِثْلِ ما تَوَعَّدَ عَلى هَذا - انْتَهى. وكُلُّ ما ذَكَرُوهُ في سَبَبِها صالِحٌ لِلسَّبَبِيَّةِ قَوْلُ بَعْضِهِمْ لَوْ نَدْرِي أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ لاجْتَهَدْنا فِيهِ ثُمَّ ولَّوْا يَوْمَ أُحُدٍ، وتَوانى بَعْضُهم في الجِهادِ، وكَوْنُصُهَيْبٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ رَجُلًا آذى المُسْلِمِينَ وأنْكى فِيهِمْ وادَّعى غَيْرُهُ أنَّهُ قَتَلَهُ فَأعْجَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقالَ عُمَرُ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لِصُهَيْبٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ]: أخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنَّكَ قَتَلْتَهُ، فَقالَ صُهَيْبٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إنَّما قَتَلْتُهُ لِلَّهِ ولِرَسُولِهِ، فَأخْبَرَ عُمَرُ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: أكَذَلِكَ أبا يَحْيى، فَقالَ: نَعَمْ يا رَسُولَ اللَّهِ والتِزامِ المُنافِقِينَ أحْكامَ الإسْلامِ، وتَخَلُّفِهِمْ إخْلافًا في الأُمُورِ العِظامِ، وكَذا قِصَّةُحاطِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب