الباحث القرآني
ولَمّا كانَ ما بَيَّنَهُ تَعالى مِن إخْراجِهِمْ لَهم مُوَضِّحًا بِعَداوَتِهِمْ وكانَ طُولُ كَفِّهِمْ عَنْ قَصْدِهِمْ بِالأذى مِن سَنَةِ الأحْزابِ سَنَةِ خَمْسٍ إلى سَنَةِ (p-٤٩٣)ثَمانٍ رُبَّما شَكَّكَ في أمْرِها، وكانَ سُبْحانَهُ قَدْ أعَزَّ المُؤْمِنِينَ بَعْدَ ذُلِّهِمْ وقَوّاهم بَعْدَ وهْنِهِمْ وضَعْفِهِمْ، وثَقَّفَهم بَعْدَ جَهْلِهِمْ، بَيَّنَ ظِلالَ مُعْتَقَدِ ذَلِكَ بِأنَّ كَفَّ الكُفّارِ إنَّما هو لِعَجْزِهِمْ وأنَّهم لَوْ حَصَلَ لَهم ما هو لِلْمُسْلِمِينَ الآنَ مِنَ القُوَّةِ لَبادَرُوا إلى إظْهارِ العَداوَةِ مَعَ أنَّ ذَلِكَ في نَصْرِ الشَّيْطانِ، فَأوْلِياءُ الرَّحْمَنِ أوْلى بِاتِّباعِ ما آتاهم مِنَ الإيمانِ، فَقالَ مُبَيِّنًا لِبَقاءِ عَداوَتِهِمْ: ﴿إنْ يَثْقَفُوكُمْ﴾ أيْ يَجِدُوكم في وقْتٍ مِنَ الأوْقاتِ ومَكانٍ مِنَ الأماكِنِ وهم يَطْمَعُونَ في أخْذِكم بِكَوْنِهِمْ أقْوى مِنكم أوْ أعْرَفَ بِشَيْءٍ مِمّا يُتَوَصَّلُ بِهِ إلى الغَلَبَةِ، وأشارَ بِأداةِ الشَّكِّ إلى أنَّ وِجْدانَهم وهم عَلى صِفَةِ الثَّقافَةِ مِمّا لا تَحَقُّقَ لَهُ، وإنَّما هو عَلى سَبِيلِ الفَرْضِ والتَّقْدِيرِ، وأنَّهُ إنَّما عَلِمَ سُبْحانَهُ أنَّهُ لَوْ كانَ كَيْفَ كانَ يَكُونُ، مَعَ أنَّهُ مِمّا لا يَكُونُ، ونَبَّهَ عَلى عَراقَتِهِمْ في العَداوَةِ بِالتَّعْبِيرِ بِالكَوْنِ فَقالَ: ﴿يَكُونُوا لَكُمْ﴾ أيْ خاصَّةً ﴿أعْداءً﴾ أيْ يَعْدُونَ إلى أذاكم كُلَّ عَدْوٍ يُمْكِنُهم وإنْ وادَدْتُمُوهم. و[لَمّا] كانَتِ العَداوَةُ قَدْ تَكُونُ بِإغْراءِ الغَيْرِ، عَرَّفَ أنَّهم لِشِدَّةِ غَيْظِهِمْ لا يَقْتَصِرُونَ عَلى ذَلِكَ فَقالَ: ﴿ويَبْسُطُوا إلَيْكُمْ﴾ أيْ خاصَّةً وإنْ كانَ هُناكَ في ذَلِكَ الوَقْتِ مِن غَيْرِكم مَن قَتَلَ أعَزَّ (p-٤٩٤)النّاسِ إلَيْهِمْ ﴿أيْدِيَهُمْ﴾ أيْ بِالضَّرْبِ إنِ اسْتَطاعُوا ﴿وألْسِنَتَهُمْ﴾ أيْ بِالشَّتْمِ مَضْمُومَةً إلى فِعْلِ أيْدِيهِمْ فِعْلَ مَن ضاقَ صَدْرُهُ بِما تَجَرَّعَ مِن آخَرَ مِن غَيْرِكم مِنَ القِصَصِ حَتّى أوْجَبَ لَهُ غايَةَ السَّعَةِ ﴿بِالسُّوءِ﴾ أيْ بِكُلِّ ما مِن شَأْنِهِ أنْ يَسُوءَ.
ولَمّا كانَ أعْدى الأعْداءِ [لَكَ] مَن تَمَنّى أنْ يَفُوتَكَ أعَزُّ الأشْياءِ لَدَيْكَ، وكانَ أعَزُّ الأشْياءِ عِنْدَ كُلِّ أحَدٍ دِينَهُ، قالَ مُتَمِّمًا لِلْبَيانِ: ﴿ووَدُّوا﴾ أيْ وقَعَتْ مِنهم هَذِهِ الوِدادَةُ قَبْلَ هَذا لِأنَّ مُصِيبَةَ الدِّينِ أعْظَمُ [فَهم إلَيْها أسْرَعُ لِأنَّ دَأْبَ العَدُوِّ القَصْدُ إلى أعْظَمِ] ضَرَرٍ يَراهُ لِعَدُوِّهِ، وعَبَّرَ بِما يُفْهِمُ التَّمَنِّيَ الَّذِي يَكُونُ في المُحالاتِ لِيَكُونَ المَعْنى أنَّهم أحَبُّوا ذَلِكَ غايَةَ الحُبِّ وتَمَنَّوْهُ، وفِيهِ بُشْرى بِأنَّهُ مِن قَبِيلِ المُحالِ ﴿لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ أيْ يَقَعُ مِنكُمُ الكُفْرُ المُوجِبُ لِلْهَلاكِ الدّائِمِ، [و]قَدَّمَ الأوَّلَ لِأنَّهُ أبْيَنُ في العَداوَةِ وإنْ كانَ الثّانِي أنْكَأ.
{"ayah":"إِن یَثۡقَفُوكُمۡ یَكُونُوا۟ لَكُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ وَیَبۡسُطُوۤا۟ إِلَیۡكُمۡ أَیۡدِیَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوۤءِ وَوَدُّوا۟ لَوۡ تَكۡفُرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











