الباحث القرآني

ولَمّا كانَ التَّذَكُّرُ] عِنْدَ الآياتِ لا يَكُونُ إلّا مِن أهْلِ العِناياتِ في طُرُقِ الهِداياتِ - قالَ مُرَغِّبًا في التَّذَكُّرِ فَإنَّهُ سَبَبُ الفَيْضِ الإلَهِيِّ عَلى القُلُوبِ المُهَيَّأةِ لَهُ: ﴿لَهُمْ﴾ أيْ: المُتَذَكِّرِينَ ﴿دارُ السَّلامِ﴾ أيْ: الجَنَّةُ، أضافَها - سُبْحانَهُ - إلَيْهِ؛ زِيادَةً في التَّرْغِيبِ فِيها، وخَصَّ هَذا الِاسْمَ الشَّرِيفَ لِأنَّهُ لا يُلِمُّ بِها شَيْءٌ مِن عَطَبٍ ولا خَوْفٍ ولا نَصَبٍ؛ ثُمَّ زادَ التَّرْغِيبَ فِيها بِقَوْلِهِ: ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ أيْ: [فِي] ضَمانِ المُحْسِنِ إلَيْهِمْ وحَضْرَتِهِ بِما هَيَّأهم لَهُ ويَسَّرَهُ لَهم ﴿وهُوَ﴾ أيْ: وحْدُهُ ﴿ولِيُّهُمْ﴾ أيْ: المُتَكَفِّلُ بِتَوَلِّي أُمُورِهِمْ، لا يَكِلُهم إلى أحَدٍ سِواهُ، وهَذا يَدُلُّ عَلى قُرْبِهِ مِنهم، (p-٢٦٦)والعِنْدِيَّةُ تَدُلُّ عَلى قُرْبِهِمْ مِنهُ لِما شَرَحَ مِن صُدُورِهِمْ بِالتَّوْحِيدِ؛ ولَمّا كانَ ذَلِكَ رُبَّما قُصِرَ عَلى التَّذَكُّرِ، بَيَّنَ أنَّ المُرادَ مِنهُ التَّأْدِيَةُ إلى الأعْمالِ فَإنَّها مِعْيارُ الصِّدْقِ ومِيزانُهُ فَقالَ: ﴿بِما﴾ أيْ: بِسَبَبِ ما ﴿كانُوا﴾ أيْ: كَما جَبَلَهم عَلَيْهِ، فَما كانَ ذَلِكَ إلّا بِفَضْلِهِ ﴿يَعْمَلُونَ﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب