الباحث القرآني

ولَمّا كانَ صانِعُ الشَّيْءِ قَدْ لا يَكُونُ مَلِكًا، وكانَ المَلِكُ لا يَكْمُلُ مُلْكُهُ إلّا بِعِلْمِ جَمِيعِ ما يَكُونُ في مَمْلَكَتِهِ والقُدْرَةِ عَلَيْهِ، وكانَ إنْكارُهم لِلْبَعْثِ إنْكارًا لِأنْ يَكُونَ مَلِكًا، أكَّدَ ذَلِكَ بِتَكْرِيرِ الإخْبارِ بِهِ فَقالَ: ﴿لَهُ﴾ أيْ وحْدَهُ ﴿مُلْكُ السَّماواتِ﴾ وجَمَعَ لِاقْتِضاءِ المَقامِ لَهُ ﴿والأرْضِ﴾ أفْرَدَ لِخَفاءِ تَعَدُّدِها عَلَيْهِمْ مَعَ إرادَةِ الجِنْسِ، ودَلَّ عَلى دَوامِ مُلْكِهِ وإحاطَتِهِ بِقَوْلِهِ عاطِفًا عَلى ما تَقْدِيرُهُ: فَمِنَ اللَّهِ المَبْدَأُ، مُعَبِّرًا بِالِاسْمِ الأعْظَمِ الجامِعِ لِئَلّا يُظَنَّ الخُصُوصُ بِأُمُورِ ما تَقَدَّمَ: ﴿وإلى اللَّهِ﴾ أيِ المَلِكِ الَّذِي لا كُفْؤَ لَهُ وحْدَهُ ﴿تُرْجَعُ﴾ بِكُلِّ اعْتِبارٍ عَلى غايَةِ السُّهُولَةِ ﴿الأُمُورُ﴾ أيْ كُلُّها حِسًّا بِالبَعْثِ ومَعْنًى بِالإبْداءِ والإفْناءِ، ودَلَّ عَلى هَذا الإبْداءِ والإفْناءِ بِأبْدَعِ الأُمُورِ وأرْوَقِها فَقالَ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب