ولَمّا ذَكَرَ النّاجِينَ بِقِسْمَيْهِمْ، أتْبَعَهم أضْدادَهم فَقالَ: ﴿وأصْحابُ المَشْأمَةِ﴾ أيْ: جِهَةِ الشُّؤْمِ ومَوْضِعِها وأعْمالِها، ثُمَّ عَظَّمَ ذَنْبَهم فَقالَ: ﴿ما أصْحابُ المَشْأمَةِ﴾ أيْ: لِأنَّهم أهْلٌ لِأنْ يُسْألَ عَمّا أصابَهم مِنَ الشُّؤْمِ والشَّرِّ والسُّوءِ بِعَظِيمِ قُدْرَتِهِ الَّتِي ساقَتْهم إلى ما وصَلُوا إلَيْهِ مِنَ الجَزاءِ الَّذِي لا يَفْعَلُهُ بِنَفْسِهِ عاقِلٌ بَلْ ولا بَهِيمَةٌ مَعَ ما رُكِّبَ فِيهِمْ مِنَ العُقُولِ الصَّحِيحَةِ والأفْكارِ العَظِيمَةِ وصانَ الأوَّلِينَ عَنْ خِذْلانِ هَؤُلاءِ فَأوْصَلَهم إلى النَّعِيمِ المُقِيمِ.
{"ayah":"وَأَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ مَاۤ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ"}