الباحث القرآني

ولَمّا كانَ قَدْ عُلِمَ مِمّا ذُكِرَ أوَّلَ هَذا الكَلامِ مِنَ الخَوْفِ مَعَ ذِكْرِ وصْفِ الإكْرامِ، وآخِرَهُ مِن ذِكْرِ الإحْسانِ أنَّ هَذا الفَرِيقَ مُحْسِنُونَ، وكانَ مِنَ المَعْلُومِ أنَّ العامِلِينَ طَبَقاتٌ، وأنَّ كُلَّ طَبَقَةٍ أجْرُها عَلى مِقْدارِ أعْمالِها، اقْتَضى الحالُ بَيانَ ما أُعِدَّ لِمَن دُونَهُمْ: ﴿ومِن دُونِهِما﴾ أيْ: مِن أدْنى مَكانٍ، رُتْبَةً مِمّا تَحْتَ جَنَّتَيْ هَؤُلاءِ المُحْسِنِينَ [المُقَرَّبِينَ ﴿جَنَّتانِ﴾ أيْ لِكُلِّ واحِدٍ لِمَن دُونَ هَؤُلاءِ المُحْسِنِينَ] مِنَ الخائِفِينَ وهم أصْحابُ اليَمِينِ، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: دُونَهُما في الدَّرَجِ، وجَعَلَ ابْنُ بُرْجانَ الأرْبَعَ مُوَزَّعَةً بَيْنَ الكُلِّ، وأنَّ تَخْصِيصَ هَذِهِ العِدَّةِ إشارَةٌ إلى أنَّها تَكُونُ جامِعَةً لِما في فُصُولِ الدُّنْيا الأرْبَعَةِ: الشِّتاءِ والرَّبِيعِ والصَّيْفِ والخَرِيفِ، وفَسَّرَ بِذَلِكَ قَوْلَ النَّبِيِّ ﷺ: «”جَنَّتانِ مِن ذَهَبٍ أُوتِيتُهُما وما فِيهِما وجَنَّتانِ مِن فِضَّةٍ أُوتِيتُهُما وما فِيهِما“،» ثُمَّ جَوَّزَ أنْ يَكُونَ المُرادُ بِالدُّونِ الأدْنى إلى الإنْسانِ، وهو البَرْزَخُ، فَتَكُونَ هاتانِ لِأهْلِ البَرْزَخِ كَما كانَ ﴿وإنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذابًا دُونَ ذَلِكَ﴾ [الطور: ٤٧] مِن عَذابِ القَبْرِ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب