الباحث القرآني

(p-١٤٤)ولَمّا كانَ كَأنَّهُ قِيلَ: فَكانَ ماذا بِخَلْقِهِ لَهُ، قالَ: ﴿عَلَّمَهُ البَيانَ﴾ وهو القُوَّةُ النّاطِقَةُ، وهي الإدْراكُ لِلْأُمُورِ الكُلِّيَّةِ والجُزْئِيَّةِ والحُكْمِ الحاضِرِ والغائِبِ بِقِياسِهِ عَلى الحاضِرَةِ تارَةً بِالتَّوَسُّمِ وأُخْرى بِالحِسابِ ومَرَّةً بِالعِيافَةِ والزَّجْرِ وطَوْرًا بِالنَّظَرِ في الآفاقِ وغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأُمُورِ مَعَ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الحَسَنِ والقَبِيحِ وغَيْرِ ذَلِكَ مِمّا أوْدَعَهُ سُبْحانَهُ وتَعالى لَهُ مَعَ تَعْبِيرِهِ عَمّا أدْرَكَهُ بِما هو غائِبٌ في ضَمِيرِهِ وإفْهامِهِ لِلْغَيْرِ تارَةً بِالقَوْلِ وتارَةً بِالفِعْلِ نُطْقًا وكِتابَةً وإشارَةً وغَيْرَها، فَصارَ بِذَلِكَ ذا قُدْرَةٍ عَلى الكَمالِ في نَفْسِهِ والتَّكْمِيلِ لِغَيْرِهِ، فَهَذا تَعْلِيمُ البَيانِ الَّذِي مَكَّنَ مِن تَعْلِيمِ القُرْآنِ، وهَذا وإنْ كانَ سُبْحانَهُ جَبَلَنا عَلَيْهِ وخَلَقَنا بِهِ قَدْ صارَ عِنْدَنا مَأْلُوفًا ومَشْهُورًا مَعْرُوفًا، فَهو عِنْدَ غَيْرِنا عَلى غَيْرِ ذَلِكَ مِمّا أوْضَحَهُ لَنا سُبْحانَهُ نِعْمَةً عَلَيْنا بِمُحاجَّتِهِ لِمَلائِكَتِهِ الكِرامِ عَنْ نَبِيِّنا آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وما أبْدى لَهم مِن عِلْمِهِ وبَهَرَهم مِن رَسْمِ كُلِّ شَيْءٍ بِمَعْناهُ واسْمِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب