الباحث القرآني
ولَمّا انْقَضى عَدُّ النِّعَمِ العِظامِ عَلى وجْهٍ هو في غايَةِ الإمْكانِ مِنَ البَيانِ، وكانَ تَغَيُّرُ سائِرِ المُمْكِناتِ مِنَ النَّباتِ والجَمادِ والمَلائِكَةِ والسَّماواتِ [والأرْضِ] وما حَوَتا مِمّا عَدا الثَّقَلَيْنِ عَلى نِظامٍ واحِدٍ لا تَفاوُتَ فِيهِ، وأمّا الثَّقَلانِ فَأحْوالُهُما لِأجْلِ تَنازُعِ العَقْلِ والشَّهَواتِ لا تَكادُ تَنْضَبِطُ، بَلْ تَغَيُّرُ حالِ الواحِدِ مِنهم في اللَّحْظَةِ الواحِدَةِ إلى ألْوانٍ كَثِيرَةٍ مُتَضادَّةٍ لِما فِيهِمْ مِنَ المَكْرِ وأحْوالِ المُغالَبَةِ والبَغْيِ والِاسْتِئْثارِ بِاللَّهْوِ (p-١٦٩)بِالأمْرِ والنَّهْيِ، وكانَ أكْثَرُهم يَمُوتُ بِنارِهِ مِن غَيْرِ أخْذِ ثَأْرِهِ، واقْتَضَتِ الحِكْمَةُ ولابُدَّ أنَّهُ لابُدَّ لَهم مِن يَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ يَكُونُ بَيْنَهُما فِيهِ الفَصْلُ عَلى مِيزانِ العَدْلِ، خَصَّهُما بِالذِّكْرِ فَقالَ آتِيًا في النِّهايَةِ بِالوَعِيدِ لِأنَّهُ لَيْسَ لِلْعُصاةِ بَعْدَ الإنْعامِ والبَيانِ إلّا التَّهْدِيدُ الشَّدِيدُ لِلرُّجُوعِ إلى طاعَةِ المَلِكِ الدَّيّانِ، والِالتِفاتُ في قِراءَةِ الجَماعَةِ بِالنُّونِ إلى التَّكَلُّمِ أشَدُّ تَهْدِيدًا مِن قِراءَةِ حَمْزَةَ والكِسائِيِّ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلى نَسَقِ ما مَضى: ﴿سَنَفْرُغُ﴾ أيْ: بِوَعْدٍ قَرِيبٍ لا خُلْفَ فِيهِ مِن جَمِيعِ الشُّؤُونِ الَّتِي ذُكِرَتْ ﴿لَكُمْ﴾ أيْ: نَعْمَلُ عَمَلَ مَن يَفْرُغُ لِلشَّيْءِ فَلا يَكُونُ لَهُ شُغْلٌ سِواهُ بِفَراغِ جُنُودِنا مِنَ المَلائِكَةِ وغَيْرِهِمْ مِمّا أمَرْناهم بِهِ مِمّا سَبَقَتْ بِهِ كَلِمَتُنا ومَضَتْ بِهِ حِكْمَتُنا مِنَ الآجالِ والأرْزاقِ وغَيْرِ ذَلِكَ فَيَنْتَهِي كُلُّهُ ولا يَكُونُ لَهم حِينَئِذٍ عَمَلٌ إلّا جَمْعَكم لِيَقْضِيَ بَيْنَكُمْ: ﴿أيُّهَ الثَّقَلانِ﴾ بِالنَّصَفَةِ، والثِّقَلُ هو ما يَكُونُ بِهِ قِوامُ صاحِبِهِ، فَكَأنَّهُما سُمِّيا بِذَلِكَ تَمْثِيلًا لَهُما بِذَلِكَ إشارَةً إلى أنَّهُما المَقْصُودانِ بِالذّاتِ مِنَ الخَلائِقِ، [و]قالَ الرّازِيُّ في اللَّوامِعِ: وُصِفا بِذَلِكَ يُعَظِّمُ ذَلِكَ شَأْنَهُما، كَأنَّ ما عَداهُما لا وزْنَ لَهُ بِالإضافَةِ إلَيْهِما - انْتَهى. وهَذا كَما قالَ ﷺ «إنِّي تارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتابَ اللَّهِ وعِتْرَتِي» وقالَ جَعْفَرٌ الصّادِقُ: سُمِّيا بِذَلِكَ لِأنَّهُما مُثْقَلانِ بِالذُّنُوبِ.
{"ayah":"سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَیُّهَ ٱلثَّقَلَانِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











