الباحث القرآني

ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: فَكانَ الأمْرُ كَما ذَكَرْنا، واسْتَمَرَّ الأمَدُ الَّذِي ضَرَبْنا فافْتَتَنُوا [كَما] أخْبَرْنا ﴿فَنادَوْا﴾ بِسَبَبِ الفِتْنَةِ ﴿صاحِبَهُمْ﴾ قُذارَ بْنَ سالِفٍ الَّذِي انْتَدَبُوهُ بَطَرًا وأشَرًا لِقَتْلِ النّاقَةِ، وكُذِبْنا فِيها بِوَعْدِهِمُ الإيمانَ وإكْرامِها بِالإحْسانِ وهو أشْقى الأوَّلِينَ ﴿فَتَعاطى﴾ أيْ: أوْقَعَ بِسَبَبِ نِدائِهِمُ التَّعاطِيَ الَّذِي لا تَعاطِيَ مِثْلُهُ، فَتَناوَلَ ما لا يَحِقُّ لَهُ أنْ يَتَناوَلَهُ بِسَبَبِ النّاقَةِ وهو سَيْفُهُ بِيَدِهِ قائِمًا في الأمْرِ النّاشِئِ عَنْ هَذا الأخْذِ عَلى كُلِّ حالٍ، ورَفَعَ رَأْسَهُ بِغايَةِ الهِمَّةِ ومَدَّ يَدَيْهِ مَدًّا عَظِيمًا ورَفَعَها وقامَ عَلى (p-١٢٢)أصابِعِ رِجْلَيْهِ حِينَ عاطَوْهُ ذَلِكَ أيْ: سَألُوهُ فِيهِ فَطاوَعَهم وتَناوَلَ النّاقَةَ بِذَلِكَ السَّيْفِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ ولا مُبالٍ ﴿فَعَقَرَ﴾ أيْ: فَتَسَبَّبَ عَنْ هَذا الجِدِّ العَظِيمِ أنْ صَدَقَ فِيما أثْبَتَ لَهُمُ الكَذِبَ في الوَعْدِ بِالإحْسانِ إلَيْها والأشَرِ، وهو إيقاعُ العَقْرِ الَّذِي ما كانَ في ذَلِكَ الزَّمانِ عَقْرٌ مِثْلُهُ وهو عَقْرُ النّاقَةِ الَّتِي هي آيَةُ اللَّهِ وإهْلاكُها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب