الباحث القرآني

﴿وفَجَّرْنا﴾ أيْ صَدَّعْنا بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ وشَقَقْنا وبَعَثْنا وأرْسَلْنا ﴿الأرْضَ عُيُونًا﴾ أيْ جَمِيعَ عُيُونِ الأرْضِ، ولَكِنَّهُ (p-١٠٥)عَدَلَ عَنْهُ لِلتَّهْوِيلِ بِالإبْهامِ ثُمَّ البَيانِ، وإفادَةً لِأنَّ وجْهَ الأرْضِ صارَ كُلُّهُ عُيُونًا. ولَمّا كانَ الماءُ اسْمَ جِنْسٍ يَقَعُ عَلى الأنْواعِ المُخْتَلِفَةِ كَما يَقَعُ عَلى النَّوْعِ الواحِدِ، وكانَ قَدْ ذَكَرَ ماءَ السَّماءِ والأرْضِ، سَبَّبَ عَنْ ذَلِكَ قَوْلَهُ: ﴿فالتَقى الماءُ﴾ أيِ: المَعْهُودُ وهو ماءُ السَّماءِ وماءُ الأرْضِ بِسَبَبِ فِعْلِنا هَذا، وزادَ في تَعْظِيمِهِ بِأداةِ الِاسْتِعْلاءِ فَقالَ: ﴿عَلى أمْرٍ﴾ ولَمّا تَقَرَّرَتْ هَذِهِ العَظَمَةُ لِهَذِهِ الواقِعَةِ، فَكانَ رُبَّما ظُنَّ أنَّهُ صارَ جُزافًا، وزادَ عَلى الحَدِّ المَأْمُورِ بِهِ، أشارَ إلى أنَّهُ بِالنِّسْبَةِ إلى عَظَمَتِهِ في غايَةِ الحَقارَةِ فَقالَ: ﴿قَدْ قُدِرَ﴾ أيْ: مَعَ كَوْنِهِ مَقْدُورًا عَلَيْهِ في كُلِّ وقْتٍ بِغايَةِ السُّهُولَةِ قَدْ وقَعَ تَقْدِيرُهُ في الأزَلِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَزِيدَ عَلى ذَلِكَ قَطْرَةً فَما فَوْقَها ولا أنْ يُهْلِكَ غَيْرَ مَن أمَرْناهُ بِإهْلاكِهِ، وأشارَ بِالتَّخْفِيفِ إلى غايَةِ السُّهُولَةِ في ذَلِكَ سُبْحانَهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب