ولَمّا كانَ هَذا - وقَدْ وقَعَ في خَطَرٍ عَظِيمٍ مِن إفْسادِ العَمَلِ في الماضِي وتَرْكِهِ في المُسْتَقْبَلِ فَصارَ عَلى خَطَأٍ عَظِيمٍ في أحَدِهِما - يَتَعَلَّقُ بِأصْلِ الدِّينِ: الكُفْرِ والإيمانِ، وكانَ مِثْلُ هَذا لا يَفْعَلُهُ عاقِلٌ بِنَفْسِهِ إلّا عَنْ بَصِيرَةٍ، قالَ تَعالى مُوَبِّخًا لَهُ مُقَرِّعًا: ﴿أعِنْدَهُ﴾ أيْ خاصَّةً ﴿عِلْمُ الغَيْبِ﴾ أيْ كُلِّهِ بِحَيْثُ لا يُشارِكُهُ فِيهِ مُشارِكٌ يُمْكِنُ أنْ يُخْفِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنهُ ﴿فَهُوَ﴾ أيْ فَيَتَسَبَّبُ عَنْ ذَلِكَ أنَّهُ ﴿يَرى﴾ أيِ الرُّؤْيَةَ الكامِلَةَ فَيَعْلَمُ جَمِيعَ ما يَنْفَعُهُ فَيَرْتَكِبُهُ وجَمِيعَ ما يَضُرُّهُ فَيَجْتَنِبُهُ ويَعْلَمُ أنَّ هَذا القَلِيلَ الَّذِي أعْطاهُ قَدْ قُبِلَ وأمِنَ بِهِ مِنَ العَطَبِ فاكْتَفى بِهِ.
{"ayah":"أَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡغَیۡبِ فَهُوَ یَرَىٰۤ"}