الباحث القرآني

﴿ومَناةَ﴾ وهو صَخْرَةٌ لِهُذَيْلٍ وخُزاعَةَ، ودَلَّ عَلى أنَّها عِنْدَهم بَعْدَهُما في الرُّبُوبِيَّةِ بِقَوْلِهِ مُشِيرًا بِالتَّعَدُّدِ بِالتَّعْبِيرِ عَنْهُ بِما عَبَّرَ بِهِ إلى أنَّ شَيْئًا مِنها لا يَصْلُحُ لِصالِحَةٍ حَتّى ولا أنْ يُذْكَرَ: ﴿الثّالِثَةَ الأُخْرى﴾ أيْ إنَّهُ ما كَفاهم في خَرْقِ سِياجٍ مِنها العَقْلُ في مُجَرَّدِ تَعْدِيدِ الإلَهِ بِجَعْلِهِ الِاثْنَيْنِ حَتّى أضافُوا ثالِثًا أقَرُّوا بِأنَّهُ مُتَأخِّرُ الرُّتْبَةِ فَكانَ الإلَهُ عِنْدَهم قَدْ يَكُونُ سافِلًا ويَكُونُ مُلازِمًا لِلْإنْزالِ ولِلسُّفُولِ بِكَوْنِهِ أُنْثى، قالَ الرّازِيُّ في اللَّوامِعِ: وأنَّثُوا أسْماءَها تَشْبِيهًا لَها بِالمَلائِكَةِ عَلى زَعْمِهِمْ بِأنَّها بَناتُ اللَّهِ - انْتَهى، ولا شَكَّ عِنْدَ مَن لَهُ أدْنى مَعْرِفَةٍ بِالفَصاحَةِ أنَّ هَذا الِاسْتِفْهامَ الإنْكارِيَّ والتَّعْبِيرَ بِما شَأْنُهم بِالوِلادَةِ الَّتِي هي أحَبُّ الأشْياءِ إلى الإنْسانِ بَلِ الحَيَوانُ لا يُوافِقُهُ أنْ يُقالَ بَعْدَهُ ما يَقْتَضِي مَدْحًا بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ، فَتَبَيَّنَ بُطْلانُ ما نُقِلَ نَقْلًا واهِيًا مِن أنَّهُ قِيلَ حِينَ قُرِئَتْ هَذِهِ السُّورَةُ في هَذا المَحَلِّ: تِلْكَ الغَرانِيقُ العُلا - إلى آخِرِهِ لِعِلْمِ كُلِّ عَرَبِيٍّ أنَّ ذَلِكَ غايَةٌ في الهَذَيانِ في هَذا السِّياقِ، فَلا وصْلَةَ بِهَذا السِّياقِ المُعْجِزِ بِوَجْهٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب