الباحث القرآني

ولَمّا كانَ كَأنَّهُ قِيلَ: بِمَ يُجابُ عَنْ هَذا؟ وهَلْ يُقْبَلُ مِنهُ؟ قِيلَ: لا ﴿قالَ﴾ أيِ المَلِكُ المُحِيطُ عِلْمًا وقُدْرَةً الَّذِي حَكَمَ عَلَيْهِمْ في الأزَلِ: ﴿لا تَخْتَصِمُوا﴾ أيْ: لا تُوقِعُوا الخُصُومَةَ بِهَذا الجِدِّ والِاجْتِهادِ ﴿لَدَيَّ﴾ أيْ: في دارِ الجَزاءِ بِهَذِهِ الحَضْرَةِ الَّتِي هي فَوْقَ ما كُنْتُمْ تُدْرِكُونَهُ مِنَ الأخْبارِ عَنْها بِكَثِيرٍ، وأعْجَبَ بِما يُدْرَكُ حَقَّ الإدْراكِ، فَقَدْ أتَمَّ انْكِشافُ ما كانَ يَسْتَغْرِبُهُ الخاصَّةُ بَلْ خاصَّةُ الخاصَّةِ، فَفاتَ بِانْكِشافِها نَفْعُ إيمانٍ جَدِيدٍ ﴿وقَدْ﴾ أيْ: والحالُ أنَّهُ قَدْ ﴿قَدَّمْتُ﴾ أيْ: تَقَدَّمْتُ، أيْ أمَرْتُ وأوْصَيْتُ قَبْلَ هَذا الوَقْتِ مُوصِلًا ومُنْهِيًا ﴿إلَيْكُمْ﴾ أيْ: كُلَّ ما يَنْبَغِي تَقْدِيمُهُ حَتّى لَمْ يَبْقَ لَبْسٌ ولا تَرَكْتُ لِأحَدٍ حُجَّةً بِوَجْهٍ، وجَعَلْتُ ذَلِكَ رِفْقًا بِكم مُلْتَبِسًا ﴿بِالوَعِيدِ﴾ أيِ: التَّهْدِيدِ وهو التَّخْوِيفُ العَظِيمُ عَلى جَمِيعِ ما ارْتَكَبْتُمُوهُ مِنَ الكُفْرانِ والعُدْوانِ في الوَقْتِ الَّذِي كانَتْ فِيهِ [هَذِهِ] الحَضْرَةُ الَّتِي هي غَيْبُ الغَيْبِ ومَسْتُورَةٌ بِسَتائِرِ الكِبْرِياءِ والعَظَمَةِ وبَلْ كانَ ما دُونَها مِنَ الغَيْبِ مَسْتُورًا، فَكانَ الإيمانُ بِهِ نافِعًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب