الباحث القرآني

ولَمّا كانَ النَّخْلُ مِن أعْجَبِهِ ما يَتَكَوَّنُ مِنهُ مَعَ ما لَهُ مِنَ المَنافِعِ الَّتِي لا يُساوِيهِ فِيها شَجَرٌ، والطِّباقُ لِلزَّرْعِ بِالطُّولِ والقِصَرِ والِاتِّساقِ بِالِاقْتِياتِ لِلْآدَمِيِّينَ والبَهائِمِ، قالَ: ﴿والنَّخْلَ باسِقاتٍ﴾ أيْ: عالِياتٍ طَوِيلاتٍ عَلى جَمِيعِ الأشْجارِ المُثْمِرَةِ ذَواتِ أثْمارٍ طَيِّبَةٍ ﴿لَها﴾ مَعَ يُبْسِ ساقِها ﴿طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ أيْ: مَصْفُوفٌ مُتَراكِمٌ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، وهو حَشْوُ طَلْعِهِ، والطَّلْعُ ذَلِكَ الخارِجُ مِن أعْلى النَّخْلَةِ كَأنَّهُ فِعْلانِ مُطْبَقانِ، والحَمْلُ النَّضِيدُ بَيْنَهُما، والطَّرَفُ مُحَدَّدٌ، أوِ الطَّلْعُ ما يَبْدُو مِن ثَمَرِ النَّخْلِ أوَّلَ ظُهُورِها، وذَلِكَ القِشْرُ يُسَمّى الكُفُرّى لِتَغْطِيَتِهِ إيّاهُ عَلى أحْكَمَ مِمّا يَكُونُ وأوْثَقَ، والطَّلْعُ يُشْبِهُ ما لِلنّاقَةِ المُبَسَّقِ مِنَ اللَّبا المُتَكَوِّنِ في ضَرْعِها (p-٤١٣)قَبْلَ النِّتاجِ، ثُمَّ يَصِيرُ بَعْدَ اتِّحادِهِ في البَياضِ وهو طَلْعٌ إلى الِافْتِراقِ حالَ اليُنُوعِ إلى أحْمَرَ وأصْفَرَ وأخْضَرَ وغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الألْوانِ الغَرِيبَةِ، والأوْصافِ العَجِيبَةِ، وهي مُحِيطَةُ المَنافِعِ بِالتَّفَكُّهِ عَلى عِدَّةِ أنْواعٍ والِاقْتِياتِ وغَيْرِ ذَلِكَ، وطَلْعُها مُخالِفٌ لِعادَةِ أكْثَرِ الأشْجارِ؛ فَإنَّ ثِمارَها مُفْرَدَةٌ، كُلُّ حَبَّةٍ مُنْفَرِدَةٍ عَنْ أُخْتِها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب