الباحث القرآني

ولَمّا كانَ هَذا الَّذِي سَلَفَ كُلُّهُ؛ سُؤالًا؛ وجَوابًا؛ وإخْبارًا؛ حَمْدَ اللَّهِ (تَعالى) وثَناءً عَلَيْهِ بِما هو أهْلُهُ؛ بِالتَّنْزِيهِ لَهُ؛ والِاعْتِرافِ بِحَقِّهِ؛ والشَّهادَةِ لَهُ بِعِلْمِ الخَفايا؛ والقُدْرَةِ؛ والحِكْمَةِ؛ وغَيْرِ ذَلِكَ مِن صِفاتِ الجَلالِ؛ والجَمالِ؛ وكانَ هَذا السُّؤالُ يُفْهِمُ إرادَةَ التَّعْذِيبِ لِلْمَسْؤُولِ عَنْهُمْ؛ مُشِيرًا إلى الشَّفاعَةِ فِيهِمْ عَلى وجْهِ الحَمْدِ لِلَّهِ - سُبْحانَهُ وتَعالى - والثَّناءِ الجَمِيلِ عَلَيْهِ؛ لِأنَّ العَذابَ - ولَوْ لِلْمُطِيعِ - عَدْلٌ؛ والعَفْوَ عَنِ العاصِي - بِأيِّ ذَنْبٍ كانَ - فَضْلٌ (p-٣٦٨)مُطْلَقًا؛ وغُفْرانُ الشِّرْكِ لَيْسَ مُمْتَنِعًا بِالذّاتِ؛ قالَ: ﴿إنْ تُعَذِّبْهُمْ﴾؛ أيْ: القائِلِينَ بِهَذا القَوْلِ؛ ﴿فَإنَّهم عِبادُكَ﴾؛ أيْ: فَأنْتَ جَدِيرٌ بِأنْ تَرْحَمَهُمْ؛ ولا اعْتِراضَ عَلَيْكَ في عَذابِهِمْ؛ لِأنَّ كُلَّ حُكْمِكَ عَدْلٌ؛ ﴿وإنْ تَغْفِرْ لَهُمْ﴾؛ أيْ: تَمْحُ ذُنُوبَهم عَيْنًا؛ وأثَرًا؛ ﴿فَإنَّكَ أنْتَ﴾؛ أيْ: خاصَّةً أنْتَ؛ ﴿العَزِيزُ﴾؛ فَلا أحَدَ يَعْتَرِضُ عَلَيْكَ؛ ولا يَنْسِبُكُ إلى وهْنٍ؛ ﴿الحَكِيمُ﴾؛ فَلا تَفْعَلُ شَيْئًا إلّا في أعْلى دَرَجِ الإحْكامِ؛ لا قُدْرَةَ لِأحَدٍ عَلى تَعْقِيبِهِ؛ ولا الِاعْتِراضِ عَلى شَيْءٍ مِنهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب