ولَمّا كانَتِ المُعْجِزاتُ إنَّما تُطْلَبُ لِإيمانِ مَن لَمْ يَكُنْ آمَنَ؛ وكانَ في هَذا الجَوابِ أتَمَّ زَجْرٍ لَهُمْ؛ تَشَوَّفَ السّامِعُ إلى جَوابِهِمْ؛ فَقِيلَ: (p-٣٥٧)لَمْ يَنْتَهُوا؛ بَلْ ﴿قالُوا﴾؛ إنّا لا نُرِيدُها لِأجْلِ إزالَةِ شَكٍّ عِنْدَنا؛ بَلْ ﴿نُرِيدُ﴾ مَجْمُوعَ أُمُورٍ: ﴿أنْ نَأْكُلَ مِنها﴾؛ فَإنّا جِياعٌ؛ ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: فَتَحْصُلَ لَنا بَرَكَتُها؛ عَطَفَ عَلَيْهِ: ﴿وتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا﴾؛ أيْ: بِضَمِّ ما رَأيْنا مِنها إلى ما سَبَقَ مِن مُعْجِزاتِكَ؛ مِن غَيْرِ سُؤالِنا فِيهِ؛ ﴿ونَعْلَمَ﴾؛ أيْ: بِعَيْنِ اليَقِينِ؛ وحَقِّهِ؛ ﴿أنْ قَدْ صَدَقْتَنا﴾؛ أيْ: في كُلِّ ما أخْبَرْتَنا بِهِ؛ ﴿ونَكُونَ عَلَيْها﴾؛ وأشارُوا إلى عُمُومِها بِالتَّبْعِيضِ؛ فَقالُوا: ﴿مِنَ الشّاهِدِينَ﴾؛ أيْ: شَهادَةَ رُؤْيَةٍ مُسْتَعْلِيَةٍ عَلَيْها بِأنَّها وقَعَتْ؛ لا شَهادَةَ إيمانٍ بِأنَّها جائِزَةُ الوُقُوعِ؛
{"ayah":"قَالُوا۟ نُرِیدُ أَن نَّأۡكُلَ مِنۡهَا وَتَطۡمَىِٕنَّ قُلُوبُنَا وَنَعۡلَمَ أَن قَدۡ صَدَقۡتَنَا وَنَكُونَ عَلَیۡهَا مِنَ ٱلشَّـٰهِدِینَ"}