الباحث القرآني

ولَمّا ذَكَرَ التَّحْبِيبَ والتَّزْيِينَ والتَّكْرِيهَ وما أنْتَجَهُ مِنَ الرَّشادِ، ذَكَرَ عِلَّتَهُ إعْلامًا بِأنَّهُ تَعالى لا يَجِبُ عَلَيْهِ شَيْءٌ حَثًّا عَلى الشُّكْرِ فَقالَ: ﴿فَضْلا﴾ أيْ: زِيادَةً وتَطَوُّلًا وامْتِنانًا عَظِيمًا جَسِيمًا ودَرَجَةً عالِيَةً مِنَ اللَّهِ المَلِكِ الأعْظَمِ الَّذِي بِيَدِهِ كُلُّ شَيْءٍ ﴿ونِعْمَةً﴾ [أيْ] وعَيْشًا حَسَنًا ناعِمًا وخَفْضًا ودَعَةً وكَرامَةً. ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: فاللَّهُ مُنْعِمٌ بِفَضْلٍ، بِيَدِهِ كُلُّ ضُرٍّ ونَفْعٍ، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ: ﴿واللَّهُ﴾ أيِ: المُحِيطُ بِصِفاتِ الكَمالِ ﴿عَلِيمٌ﴾ أيْ: مُحِيطُ العِلْمِ، فَهو يَعْلَمُ أحْوالَ المُؤْمِنِينَ وما بَيْنَهم مِنَ التَّفاضُلِ ﴿حَكِيمٌ﴾ بالِغُ الحِكْمَةِ، فَهو يَضَعُ الأشْياءَ في أوْفَقِ مَحالِّها وأتْقَنِها، فَلِذَلِكَ وضَعَ نِعْمَتَهُ مِنَ الرِّسالَةِ (p-٣٧٠)والإيمانِ عَلى حَسَبِ عِلْمِهِ وحِكْمَتِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب