الباحث القرآني

ولَمّا وصَلُوا إلى حَدٍّ عَظِيمٍ مِنَ العِنادِ، التَفَتَ إلى أُسْلُوبِ الغَيْبَةِ إعْراضًا عَنْهم إيذانًا بِشَدِيدِ الغَضَبِ فَقالَ تَعالى: ﴿وبَدا﴾ أيْ: ولَمْ يَزالُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ إلى أنْ بَدَتْ لَهُمُ السّاعَةُ بِما فِيها مِنَ الأوْجالِ، والزَّلازِلِ والأهْوالِ، وظَهَرَ ﴿لَهُمْ﴾ غايَةَ الظُّهُورِ ﴿سَيِّئاتُ ما﴾ ولَمّا كانَ السِّياقُ لِلْكَفَرَةِ، وكانُوا مُؤاخَذِينَ بِجَمِيعِ أعْمالِهِمْ فَإنَّهُ لَيْسَ (p-١١٢)لَهم أساسٌ صالِحٌ يَكُونُ سَبَبًا لِتَكْفِيرِ شَيْءٍ مِمّا تَقَلَّبُوا فِيهِ ولَمْ يَقْتَضِ السِّياقُ خُصُوصًا مِثْلَ الزُّمَرِ، عَبَّرَ بِالعَمَلِ الَّذِي هو أعَمُّ مِنَ الكَسْبِ فَقالَ: ﴿عَمِلُوا﴾ فَتَمَثَّلَتْ لَهم وعَرَفُوا مِقْدارَ جَزائِها واطَّلَعُوا عَلى جَمِيعِ ما يَلْزَمُ عَلى ذَلِكَ ﴿وحاقَ بِهِمْ﴾ أيْ: أحاطَ عَلى حالِ القَهْرِ والغَلَبَةِ، قالَ أبُو حَيّانَ: ولا يُسْتَعْمَلُ إلّا في المَكْرُوهِ. ﴿ما كانُوا﴾ جِبِلَّةً وخُلُقًا ﴿بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ أيْ: يُوجِدُونَ الهُزْءَ بِهِ عَلى غايَةِ الشَّهْوَةِ واللَّذَّةِ إيجادَ مَن هو طالِبٌ لِذَلِكَ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب