الباحث القرآني

ولَمّا كانَ السِّياقُ لِلْمُتَّقِينَ، فَكانَ رُبَّما ظُنَّ أنَّ هَذا الَّذِي فُعِلَ بِهِمْ حَقٌّ لَهم لا بُدَّ و[لا] مَحِيدَ عَنْهُ، بَيَّنَ أنَّ الأمْرَ عَلى غَيْرِ ذَلِكَ، وأنَّهُ سُبْحانَهُ لَوْ واخَذَهم ولَمْ يُعامِلْهم بِفَضْلِهِ وعَفْوِهِ لَهَلَكُوا، فَقالَ: ﴿فَضْلا﴾ أيْ: فَعَلَ بِهِمْ ذَلِكَ [لِأجْلِ] الفَضْلِ، ولِذَلِكَ عَدَلَ عَنْ مَظْهَرِ العَظَمَةِ فَقالَ تَعالى: ﴿مِن رَبِّكَ﴾ أيِ: المُحْسِنِ [إلَيْكَ] بِكَمالِ إحْسانِهِ إلى اتِّباعِكَ إحْسانًا يَلِيقُ بِكَ، قالَ الرّازِيُّ في اللَّوامِعِ: أصْلُ الإيمانِ رُؤْيَةُ الفَضْلِ في جَمِيعِ الأحْوالِ. ولَمّا عَظَّمَهُ تَعالى بِإظْهارِ هَذِهِ الصِّفَةِ مُضافَةً إلَيْهِ ﷺ، زادَ في تَعْظِيمِهِ بِالإشارَةِ بِأداةِ البُعْدِ فَقالَ: ﴿ذَلِكَ﴾ أيِ: الفَضْلُ العَظِيمُ الواسِعُ ﴿هُوَ﴾ [أيْ] خاصَّةً ﴿الفَوْزُ﴾ أيِ: الظَّفَرُ بِجَمِيعِ المَطالِبِ ﴿العَظِيمُ﴾ الَّذِي لَمْ يَدَعْ جِهَةَ الشَّرَفِ إلّا مَلَأها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب