الباحث القرآني

ولَمّا كانَتْ قُرَيْشٌ تَفْتَخِرُ بِظَواهِرِ الأُمُورِ مِنَ الزِّينَةِ والغُرُورِ ويَعُدُّونَهُ تَعْظِيمًا مِنَ اللَّهِ ويَعُدُّونَ ضَعْفَ الحالِ في الدُّنْيا شَقاءً وبُعْدًا مِنَ اللَّهِ، رَدَّ عَلَيْهِمْ قَوْلَهم بِما أتى بَنِي إسْرائِيلَ عَلى ما كانُوا فِيهِ مِنَ الضَّعْفِ وسُوءِ الحالِ بَعْدَ إهْلاكِ آلِ فِرْعَوْنَ بِعَذابِ الِاسْتِئْصالِ، فَقالَ مُؤَكِّدًا لِاسْتِبْعادِ قُرَيْشٍ أنْ يَخْتارَ مَن قَلَّ حَظُّهُ مِنَ الدُّنْيا: ﴿ولَقَدِ اخْتَرْناهُمْ﴾ أيْ: فَعَلْنا بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ في جَعْلِنا لَهم خِيارًا فِعْلَ مَنِ اجْتَهَدَ في ذَلِكَ، وعَظُمَ أمْرُهم بِقَوْلِهِ بانِيًا عَلى ما تَقْدِيرُهُ: اخْتِيارًا (p-٣٣)مُسْتَعْلِيًا ﴿عَلى عِلْمٍ﴾ أيْ: مِنّا بِما يَكُونُ مِنهم مِن خَيْرٍ وشَرٍّ، وقَدْ ظَهَرَ مِن آثارِهِ أنَّكم صِرْتُمْ تَسْألُونَهم وأنْتُمْ صَرِيحُ ولَدِ إسْماعِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عَمّا يَنُوبُكم وتَجْعَلُونَهم قُدْوَتَكم فِيما يُصِيبُكم وتَضْرِبُونَ إلَيْهِ أكْبادَ الإبِلِ، وهَكَذا يَصِيرُ عَنْ قَلِيلٍ كُلُّ مَنِ اتَّبَعَ رَسُولَكم ﷺ مِنكم ومِن غَيْرِكم. ولَمّا بَيَّنَ المُفَضَّلَ، بَيَّنَ المُفَضَّلَ عَلَيْهِ فَقالَ: ﴿عَلى العالَمِينَ﴾ أيِ: المَوْجُودِينَ في زَمانِهِمْ بِما أنْزَلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ الكِتابِ وأرْسَلْنا إلَيْهِمْ مِنَ الرُّسُلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب