الباحث القرآني

﴿ولَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ أيْ ضَرَبَهُ ضارِبٌ مِنهم ﴿مَثَلا﴾ لِآلِهَتِهِمْ ﴿إذا قَوْمُكَ﴾ أيِ الَّذِينَ أعْطَيْناهم قُدْرَةً عَلى القِيامِ بِما يُحاوِلُونَهُ ﴿مِنهُ﴾ أيْ ذَلِكَ المَثَلُ ﴿يَصِدُّونَ﴾ أيْ يَضِجُّونَ ويُعْلُونَ أصْواتَهم سُرُورًا بِأنَّهم ظَفِرُوا عَلى زَعْمِهِمْ بِتَناقُضٍ، فَيُعَرِّضُونَ بِهِ عَنْ إجابَةِ دُعائِكَ، يُقالُ: صَدَّ عَنْهُ صُدُودًا: أعْرَضَ، وصَدَّ يَصُدُّ ويَصِلُ: ضَجَّ - قالَهُ في القامُوسِ، فَلِذَلِكَ قالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: مَعْناهُما جَمِيعًا - أيْ قِراءَةُ ضَمِّ الصّادِ وقِراءَةُ كَسْرِها - يَضِجُّونَ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَعْنى المَضْمُومَةِ: يُعْرِضُونَ، قالَ ابْنُ بُرْجانَ: والكَسْرُ أعْلى القِراءَتَيْنِ - انْتَهى. وذَلِكَ أنَّ قُرَيْشًا قالُوا كَما مَضى في الأنْبِياءِ ”إنّا وما نَعْبُدُ في جَهَنَّمَ“ مُقْتَضٍ أنْ يَكُونَ عِيسى كَذَلِكَ، وأنْ نَسْتَوِيَ نَحْنُ وآلِهَتُنا بِهِ، فَإنَّهُ مِمّا عُبِدَ ونَحْنُ راضُونَ بِمُساواتِهِ لَنا - إلى آخِرِ ما قالُوا (p-٤٥٦)وما رَدَّ عَلَيْهِمْ سُبْحانَهُ بِهِ مِنَ الآيَةِ مِنَ العامِ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الخُصُوصُ كَما هو مُقْتَضى كَلامِهِمْ ولِسانِهِمْ في أنَّ الأصْلَ في ”ما“ لِما لا يَعْقِلُ، وذَلِكَ هو المُرادُ مِن قَوْلِهِ تَعالى حاكِيًا عَنْهُمْ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب