الباحث القرآني

﴿وجَعَلَها﴾ أيْ جَعَلَ إبْراهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ هَذِهِ الكَلِمَةُ الَّتِي هي التَّوْحِيدُ بِدَلِيلِهِ ﴿كَلِمَةً باقِيَةً في عَقِبِهِ﴾ أيْ ذُرِّيَّتِهِ دَعا وهو مُجابُ الدَّعْوَةِ في قَوْلِهِ: ﴿واجْنُبْنِي وبَنِيَّ أنْ نَعْبُدَ الأصْنامَ﴾ [إبراهيم: ٣٥] وفي قَوْلِهِ ﴿ومِن ذُرِّيَّتِي﴾ [البقرة: ١٢٤] ﴿رَبَّنا وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنهم يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِكَ ويُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ والحِكْمَةَ ويُزَكِّيهِمْ إنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٩] ﴿لَعَلَّهم يَرْجِعُونَ﴾ أيْ لِيَكُونَ حالُهم حالَ (p-٤١٧)مَن يَنْظُرُ إلَيْهِمْ إنْ حَصَلَ مِنهم مُخالَفَةٌ واعْوِجاجٌ حالَ مَن يُرْجى رُجُوعُهُ، فَإنَّهم إذا ذَكَرُوا أنَّ أباهُمُ الأعْظَمَ الَّذِي بَنى لَهُمُ البَيْتَ وأوْرَثَهُمُ الفَخْرَ قالَ ذَلِكَ تابَعُوهُ، ويَجُوزُ أنْ يَتَعَلَّقَ بِما يَتَعَلَّقُ بِهِ ”إذْ“ أيِ اذْكُرْ لَهم قَوْلَ أبِيهِمْ لِيَكُونَ حالُهم عِنْدَ مَن يَجْهَلُ العَواقِبَ حالَ مَن يُرْجى رُجُوعُهُ عَنْ تَقْلِيدِ الجَهَلَةِ مِنَ الآباءِ إلى اتِّباعِ هَذا الأبِ الَّذِي اتِّباعُهُ لا يُعَدُّ تَقْلِيدًا لِما عَلى قَوْلِهِ مِنَ الأدِلَّةِ الَّتِي تَفُوتُ الحَصْرَ فَتَضَمَّنَ لِمُتَّبِعِها حَتْمًا تَمامَ النَّصْرِ، وفي سُوقِهِ المُتَرَجِّي إشارَةٌ إلى أنَّهم يَكُونُونَ صِنْفَيْنِ: صِنْفٌ يَرْجِعُ وآخَرُ لا يَرْجِعُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب